الجمعة، 12 سبتمبر 2014

مقرر اللغة العربية ( 2 )_ الفصل الدراسي الثالث_ المستوى الثاني_ كلية الطب _ قسم التمريض العا لي_ إعداد:د نميري سليمان علي



بسم الله الرحمن الرحيم
جامعة سنار
كلية الطب والعلوم الصحية
قسم التمريض العالي


مقرر اللغة العربية (2)
إعداد/ د. نميري سليمان علي



                               تعريف الأدب 
فالأدب لغةً:من أدُب يأدب مأدبةَ , والآدب : هو الداعي إلى الطعام كما في بيت طرفة بن العبد:
              
نحن في المشتاة ندعو الجفلى           لاترى الآدِبَ فينا ينتقر ( أي يختار ضيوفه(

والأدب اصطلاحًا:الكلام الجميل الصادر عن عاطفة والمؤثر في النفوس.

أركانه:للأدب الجيد أركان هي:العاطفة الصادقة - الأفكار الجليلة - العبارات الجميلة - الخيال الواسع. 

تطور مفهوم الأدب العربي
الأدب عند العرب في الجاهلية
    في العصر الجاهلي ــ وهو أقدم مايعرف من  أدوار تاريخ الأدب العربي ــ لاتوجد نصوص تشير إلى أن كلمة ( أدب ) فيه كانت تعنى ماتحمله في هذا العصر من معنى ، بل إن هذه الكلمة كانت قد عرفت في معنى ضيق جداً ، وهو الدعوة إلى مأدبة أو وليمة ،وفي ذلك يقول الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد :
نحن في المشتاة ندعو الجفلى               لاترى الآدب فينا ينتقر
والجفلى : هي الدعوة العامة ، والآدب هو الداعي ، وينتقر أي يتخير أو يختار ، وبهذا يفتخر الشاعر بأنهم كانوا يقيمون المآدب في الشتاء ، ويجعلونها عامة لكل عابر سبيل إذ أنهم لم يكونوا يختارون من يحضر إلى تلك المآدب . وهذا معنى ضيق جداً ، وبعيد كثيراً عن معنى كلمة ( أدب ) ثم عرف العرب من معاني الأدب أنه الخلق المهذب ، والطبع القويم ، والمعاملة الكريمة للناس ، نرى هذا المعنى في النص الجاهلي الذي ورد عند عتبة بن ربيعة ، وهو يصف لابنته هند زوجها أبا سفيان ، من غير أن يسميه لها ، فقد جاء في هذا الوصف  ... بدر أرومته ، وعز عشيرته ، يؤدب أهله ولايؤدبونه  . وواضح من هذا النص أن المراد به هو أنه ذو خلق نبيل ، وأنه يأخذ أسرته باتباع هذا الخلق النبيل . وفي رد هند بنته مايدل على هذا المعنى أيضاً ، إذ قالت :  إني سآخذه بأدب البعل  . تريد أنها ستعامله بالخلق الكريم الذي ينبغي أن يعامل به الزوج .
الأدب في عصر صدر الإسلام 
       لما جاء الإسلام ووضعت  أصول الآداب ، واجتمع المسلمون على أن الدين أخلاق يتخلق بها ، فشت الكلمة،أما حديث ( أدبني ربي فأحسن تأديبي ) فعلى الرغم من صحة معناه إلا أنه حديث ضعيف قال عنه ابن تيمية ـ رحمه الله ـ (لايعرف له إسناد ثابت ) ، ولكن في هذا العصر استخدمه شاعر مخضرم يسمى سهم بن حنظلة الغنوي بنفس المعنى إذ يقول :
لايمنعُ الناس منِّي ما  أردت ولا            أعطيهم ما أرادوا حُسنَ ذَا أدبا
الأدب في عصر بني أمية
      أخذت كلمة ( أدب ) في عصر بني أمية معنى تهذيب السلوك  الذي دلت عليه كلمة ( أدب) في عهد النبوة ، لكن اتسع هذا المعنى التربوي التهذيبي ، فأصبح معنىً تربوياً تعليمياً تثقيفياً وتهذيبياً . فقد ظهرت في العهد الأموي شخصية (المؤدب ) ، وهو المعلم أو الأستاذ ، الذي كان يختاره الخلفاء والأمراء ومَن في حكمهم لتعليم أبنائهم وتهذيبهم ، وكان ذلك التعليم شاملاً لكل علوم العصر بلا استثناء .
    وظل معنى ( التثقيف ) مفهوماً من كلمة التأديب في هذا العصر ، حتى أطلق على طائفة من ممتازي الأساتذة اسم (المؤدبين ) ، وهم القائمون بأمور التعليم على النحو المعروف أيام بني أمية، وهو التعليم بطريق ا لرواية للشعر والأخبار ومايتصل بالعصر الجاهلي  . وصارت كلمة ( أدب ) تدل منذ العصر الأموي على هذا النوع من الثقافة ، واتاح هذا الاستخدام الجديد لكلمة ( الأدب ) أن تصبح مقابلة لكلمة ( العلم ) الذي كان يطلق حينئذٍ على الشريعة الإسلامية ومايتصل بها من دراسة الفقه والحديث النبوي وتفسير القرآن الكريم .
                          الأدب في العصر العباسي  
     وفي نهاية  العصر الأموي وبداية العصر العباسي ، كانت الدولة العباسية قد اتسعت كثيراً رقعتها الجغرافية ، وتوسعت دواوينها ، فكان من الطبيعي أن يُعنى العلماء والمفكرون بتزويد رجال الحكومة وكتابها بما يلزمهم من ثقافة وإرشادات، وقد ظهرت في تلك الفترة كتب كثيرة تحمل كلمة ( أدب ) في عناوينها ، وكان القصد منها هو تثقيف رجال الحكومة وكتابها ومن تلك الكتب ( الأدب الكبير ) ، و ( الأدب الصغير ) لعبدالله بن المقفع ، و ( أدب الكاتب ) لابن قتيبة .
    فبعد أن عرفت حدود الأدب في القرن الثاني الهجري واشتهرت الكلمة ، بقيت لفظة ( الأدباء ) خاصة بالمؤدبين ، لاتطلق على الكتاب والشعراء ، واستمرت لقباً على أولئك في منتصف القرن الثالث ، ومن ذلك كان منشأ الكلمة المشهورة ( حرفة الأدب ) وأول من قالها الخليل بن أحمد الفراهيدي صاحب العروض المتوفى سنة 175هـ ، وذلك في قوله كما جاء في المضاف والمنسوب للثعالبي : ( حرفة الأدب آفة الأدباء ) ؛ لأنهم كانوا يتكسبون بالتعليم ولايؤدبون إلا ابتغاء المنالة، وذلك في حقيقة معنى الحرفة على إطلاقها .
   وهكذا شهد القرن الثالث الهجري تحديداً لمعنى الأدب ،وأنه المأثور من الشعر والنثر ومايتصل بهما ، أو يفسرهما ، أو يدل على مواضع الجمال فيهما . فهذا محمد بن المبرد المتوفى سنة 258هـ يقول في صدر كتابه ( الكامل ) : ( هذا كتاب ألفناه يجمع ضروباً من الآداب مابين كلام منثور ، وشعر موصوف ، ومثل سائر ، وموعظة بالغة ... ) ، وبنفس هذا المعنى سمى أبو تمام المتوفى سنة 232هـ الباب الثالث من ديوان  الحماسة الذي جمع فيه مختارات من طرائف الشعر ، باسم ( باب الأدب ) . وينطبق هذا المعنى تمام الانطباق على  ( كتاب الأدب ) الذي عقده الإمام البخاري المتوفى سنة 256هـ في مؤلفه المشهور في  الحديث والمعروف باسم ( الجامع الصحيح ) .
       ولم ينتصف القرن الرابع الهجري حتى كان لفظ ( الأدباء ) قد زال عن العلماء جملة ، وانفرد بمزيته الشعراء والكتاب في الشهرة المستفيضة ؛ لاستقلال العلوم يومئذٍ وتخصص الطبقات بها .
   محاولات لاحقة لتعريف الأدب ( ابن خلدون أنموذجاً )
     لعل خير محاولة قام بها العرب لتحديد معنى ( الأدب ) تلك التي قام بها ( ابن خلدون ) في مقدمته ، إذ قال تحت عنوان ( علم الأدب ) : (الأدب هو حفظ أشعار العرب وأخبارهم ، والأخذ من كل علم بطرف ) .

مفهوم الأدب في العصر الحديث
     أخذت كلمة ( أدب ) منذ أواسط القرن الماضي تدل على معنيين :
1-    معنى عام ، يدل على كل ما يكتب في اللغة مهما يكن موضوعه ومهما يكن أسلوبه، سواء  أكان علماً أم فلسفة أم أدباً خالصاً ، فكل ما ينتجه العقل والشعور يسمى أدباً .
2-    معنى خاص ، هو الأدب الخالص الذي لا يراد به مجرد التعبير عن معنى من المعاني ، بل يراد به ـ أيضاً ـ أن يكون جميلاً بحيث يؤثر في عواطف القارئ والسامع على نحو ما هو معروف في صناعتي الشعر وفنون النثر الأدبية مثل : الخطابة ، والأمثال ، والقصص ، والمسرحيات ، والمقامات .
وإذا استقرأنا تعريف الأدب ومفهومه لدى أدبائنا في العصر الحديث سنجد أن تعريفاته تتعدد بتعدد وجهات نظر من عرَّفوه :
1-    يورد الدكتور محمد مندور تعريفين للأدب يعتبرهما من أكثر التعاريف شمولاً وانتشاراً عند أدباء ونقاد ومفكري الغرب :
·  التعريف الأول يقول : ( إن الأدب صياغة فنية لتجربة بشرية ) . ويبين مندور أن التجربة البشرية عند الغرب تشمل التجربة الشخصية والتاريخية والأسطورية والاجتماعية والخيالية .
·       التعريف الثاني يقول : ( إن الأدب نقد للحياة ) .
2-    يعرِّفه  الدكتور شوقي ضيف بأنه ( الكلام الإنشائي البليغ الذي يقصد به إلى التأثير في عواطف القرَّاء والسامعين سواء أكان شعراً أم نثراً  ) .
3-    ويتفق الدكتور محمد عبد القادر مع الدكتور شوقي ضيف في تعريف الأدب بأنه (الكلام الإنساني البليغ الذي يقصد به إلى التأثير في عواطف القراء أو السامعين أو في عقولهم بالإقناع سواء أكان منظوماً أم منثوراً...ويتمثل في كونه الذخر الإنشائي الذي جادت به قرائح الأفذاذ من أعلام البيان وعبروا به عن خلجات النفس وما يجيش به الوجدان، وما تترنم به العاطفة، ويسبح فيه الخيال، وما توحي به مظاهر الكون وأحوال المجتمع مما في تصويره غذاء للغة وإمتاع للنفس ) .
4-    ويعرفه حسن شحاتة بأنه ( التراث الأدبي الجيد قديمه وحديثه ومادته ... كما قد يُراد به النواحي التي تتصل بالأحكام على نتاج الأدباء،وألوانه ومميزاته في إطار سلسلة التطور التي مرَّ بها هذا التراث من عصر إلى عصر ) .
5-    ويعرفه  صلاح الدين مجاور ، بأنه ( صورة الحياة ــ واقعها، وفنها، وإحساسات أفرادها، وعواطفهم،وجمالها وبهجتها ــ  تُعرض في ألوان من التعبير الفني الذي يرقى فكراً ويعلو أسلوباً ويسمو معنى ) .
6-    ويعرفه رشدي طُعيمة ومحمد مناع بأنه  ( الفكرة الجميلة في العبارة الجميلة،وهو الكلام الجيد الذي يُحدث في نفس قارئه لذة فنية ويبعث في نفس المتلقي متعة وسروراً...وقد يتردد الأدب بمعنى التعبير البليغ الذي يحقق المتعة واللذة الفنية بما فيه من جمال التصوير،وروعة الخيال،وسحر البيان،ودقة المعنى،وإصابة الغرض ) .


عصور الادب العربي
أولا: الأدب العربي في العصر الجاهلي
يحدد مؤرخو الأدب العصر الجاهلي بمائة وخمسين عاما تمتد إلى مائتي عام قبل الإسلام حسب ما وصل إلينا من أدب وأخبار وأشعار عن هذه الفترة ، وما قبل ذلك يُسمى عصر الجاهلية الأولى ، وليس لدينا أخبارٌ كافيةٌ عنه(1). أي ما جاء في القرآن الكريم وتفاسيره عن بعض قصص الأمم السابقة والأقوام التي بادت كعاد وثمود وأصحاب الرس... وغيرهم. وكلمة الجاهلي التي تُطلق على هذا العصر ليست مشتقة من الجهل الذي هو ضد العلم أو نقيضه ، إنما هي مشتقة من الجهل بمعنى السفه والغضب والنزق ، فهي تقابل كلمة الإسلام التي تدل على الخضوع لله -عز وجل- وطاعته ، وما يُطوى فيها من سلوك خلقي كريم ، وقد وردت الكلمة بهذا المعنى في القرآن والحديث والشعر الجاهلي.
قال تعالى : { قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ - وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا - خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }. وقال رسول الله  قال لأبي ذر الغفاري وقد عير رجلا بأمه (إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيةُ)، وقال عمرو بن كلثوم التغلبي  في معلقته :
أَلاَ لا يَجْهَلنَّ أَحَدٌ عَلَيْنَا 


فَنَجْهَلَ فَوْقَ جَهْلِ الْجَاهِلِينَا(2)

ومما ينفي معنى الجهل أيضا أن العرب كانت لهم علومهم في العصر الجاهلي وعقائدهم الدينية ، فاليهود في شمال الحجاز ويثرب وخيبر والنصارى مثل عرب تغلب وقبائل طي ولخم وقصاعة وكانت نجران أشهر المدن النصرانية وبها بنيت كعبة نجران(1) فكان اليمنيون في الجنوب ، والمناذرة والغساسنة في الشمال على حظ من الثقافة والحضارة أخذوه عن الأمم المجاورة لهم ، فكانوا يعملون هندسة البناء وإقامة السدود وحفر مجارى المياه وبعض شئون الزراعة أما العدنانيون فكانت لهم معارفهم المُكتسبة من تجاربهم وقوة ملاحظاتهم ، فعرفوا الطب والبيطرة والأنواء والنجوم والرياح لعلاقتها بالكلأ والغيث والمرعى ، وبرعوا في علم الأنساب والأخبار والأشعار ، ومهروا فى الفراسة ، واعتقدوا فى الكهانة (علم الغيب مما يتعلق بالمستقبل) والعرافة(علم الغيب ما يتعلق بالماضى) وغيرها.. (2)
ولقد كان للشعر عند العرب فى الجاهلية مكانة سامية ومنزلة رفيعة ، فهو سِجِلُ مفاخرهم ووعاء وجدانهم ومجمع حياتهم الاجتماعية والسياسية والعقلية ، حتى قيل (إن الشعر ديوان العرب) ولذلك فقد كانوا يهنئون القبيلة إذا نبغ فيها شاعر لأنه يستطيع بشعره أن يرفع الخامل ويضع الرفيع ، فهو لسان قبيلته ، المحامى عنها يوم الفخار ، المتصدي لأعدائها بشعره الذائع. والشعراء أيضا في الجاهلية كانوا من أحسن الطبقات الاجتماعية عقلا وأرقها شعورا(3).

موضوعات( أو أغراض ) الشعر الجاهلي

كان للبيئة العربية الجاهلية أثرها في أغراض الشعر وفنونه، فقد أوجدت الحياة القبلية القائمة على الحروب والتنازع على مواطن الماء والكلأ، بالإضافة إلى شظف العيش، والبعد المكاني والحضاري والخصومات، وحياة الرحلة والتنقل والأسفار، وفراق الأحبّة مجموعة من الموضوعات منها:
1 ـ الوصف: من أقدم الأغراض الشعرية في العصر الجاهلي، وهو لم يكن غرضاً مستقلاً، بل كان يرد عَرَضاً في قصائدهم. لقد اقتصر وصفهم على البيئة الصحراوية وطبيعتها. وهو نوعان:
أ ـ وصف الطبيعة الصامتة: كالسماء والكواكب والأنواء والنّجوم والسّحاب والرّياح والمطر والصّحراء واللّيل والجبال.
ب ـ وصف الطبيعة المتحركة: لقد أحبّ ابن الصحراء حيواناتها الأليفة، وتعلّق بها لأنها رفيقته في السفر ومؤنسته في الوحدة ومطيّته في السفر، وطعامه إذا جاع وشرابه إذا عطش، ورِداؤه من حر الصّيف وقرّ الشتاء، أهمها الناقة سفينة الصحراء، أمّا الجواد فهو أداته في الحرب، يمتطي صهوته ويصول ويجول ويُغير. وتبعاً لذلك فإن الشاعر الجاهلي قد تفنّن في وصف الناقة والجواد وصفاً دقيقاً أتي على جميع أعضائهما ولا تخلو معلقة من وصف الناقة. لم يقتصر وصف الشاعر الجاهلي على وصف الناقة والجواد، بل وصف حيوانات الصحراء الأخرى كالحمار الوحشي والغزال والبقرة الوحشية والذئب والضبّ. . .
2 ـ الغزل والنّسيب: منذ وجد الإنسان على ظهر الأرض كان يصحبه الحبّ. والغَزَل: فنّ طبيعي وإحساس راق، يترجم عاطفة إنسانية سامية، يبوح فيها الشاعر بمشاعره للمرأة التي يحبّ. وهذا اللون كثيرٌ في أشعار المحبين الذين تعلقت قلوبهم بهوى المرأة المحبوبة، فجاء شعرهم انعكاساً لما يعانون من لوعة الغرام ومُرّ الفراق.
أمّا النّسيب أو التشبيب بالمرأة، فهو الذي يُعنى بوصف محاسنها ومفاتن جسمها، وذكر أخلاقها. فالغزل قد جمع بين الحبّ الصادق والافتتان بجمال من يحبّ. وهناك شعراء اشتهروا بالنّسيب دون أن يكون لهم مقام في الغزل. لأن النّسيب غدا من مستلزمات القصيدة الجاهلية. فالشاعر عنترة وامرؤ القيس كانا غزلين. أمّا زهير وعمرو بن كلثوم وغيرهم، فكان النسيب يتصدر معلقاتهم.
ولما كانت حياة البدوي قائمة على التّنقل والارتحال وعدم الاستقرار، فقد كثر في النسيب ذكر أطلال الديار والرسوم العافية لشدّة صلة المرأة وارتباطها بها. فلم تخل قصيدة لشاعر جاهلي من وقفة على الأطلال يستنطقها ويحييها لأنه يشتم منها رائحة الحبيبة التي غادرتها. قال عنترة داعياً لديار عبلة بالسّلامة: يا دارَ عَبْلَةَ بالجِـوَاءِ تَكَـلّمـي وَعِمـي صَباحـاً دارَ عَبْلَةَ وَاسْلَمي
3 ـ الحماسة والفخر: يراد بالحماسة شعر الحرب بكلّ ما يستتبعه من التحريض على القتال، والدعوة إلى الأخذ بالثأر والافتخار بشجاعة أبناء القبيلة وقوتها. ونظراً لكون الشعر العربي في العصر الجاهلي قائماً على القوة والقتال في سبيل الحياة في هذه الطبيعة المقفرة القاحلة فلا عجب أن ينطبع معظم الشعر العربي بطابع الحماسة، ولهذا وجدنا الشاعر العباسيّ الكبير أبا تمّام الطّائي قد صنّف كتاباً في أشعار الحرب والفخر سمّاه (( الحماسة )). هذا الباب يحتل الشّطر الأكبر من هذا الكتاب الذي تضمّن بقية موضوعات الشعر. أمّا الفخر فهو جزء من الحماسة، وفيه يفخر الشاعر بقوته وشجاعته وإعجابه بنفسه وانتصاره على الأبطال. وكان لأيام العرب وحروبهم الطاحنة كحرب البسوس وحرب داحس والغبراء دور في شحذ قرائح الشعراء على القتال والثأر. والفخر نوعان:
أ ـ فخر فردي: وهو فخر الشاعر بنفسه، فالشاعر عنترة يستعرض بطولته وإقدامه وقوته وقدرته على منازلة الشجعان والنصر عليهم.
وَمُـدَجَّـجٍ كَـرِهَ الكُـمـاةُ نِـزَالـهُ        لا مُـمْـعِـنٍ هَـرَبـاً وَلا مُسْتَسْلِـمِ
جَـادَتْ لَـهُ كَفّـي بعاجِـلِ طَعْنَـةٍ     بمُثَقَّـفٍ صَـدْقِ الكُعـوبِ مُـقَـوَّمِ
ب ـ فخر الشاعر بقبيلته: وفيه يصور الشاعر شجاعة رجال قبيلته وقوّتها وانتصارها على أعدائها كقول عمر بن كلثوم:
أبـا هِـنْـدٍ فَـلا تَـعْجَـلْ عَلَيـنـا     وَأنْـظِـرْنَا نُـخَـبّـرْكَ الـيَقيـنـا
بـأنّـا نُـورِدُ الـرّايـاتِ بِـيـضـاً    وَنُصْـدِرُهُـنّ حُـمْـراً قَـدْ رَوِينـا
4 ـ المديح: من الشعراء مَن انصرفوا إلى مديح الملوك والأمراء والكرماء رغبة في نيل جوائزهم وعطاياهم. فقد انصرف النابغة إلى مدح ملك الحيرة النعمان، يفضله على سائر الناس، مُوَلّياً ظهره للمعارك الطاحنة بين قبيلته وقبيلة عبس في حرب داحس والغبراء. قال مادحاً النعمان:
وَلا أَرَى فاعِـلاً في الـنَّـاس يُشْبِـهُـهُ        وَمَا أُحَاشِـي مِـنَ الأَقْـوامِ مِنْ أَحَـدِ
لكن النابغة استحدث لوناً جديداً في هذا الباب: هو فن الاعتذار في قصائده التي خاطب بها النعمان يظهر فيها بهتان الواشين الذين لفّقوا أشعاراً في ذمّه نسبوها إليه كذباً، قال:
لَئِـنْ كنتَ قـد بُلِّغت عَنّـي خيـانـةً  لمُبلغك الـواشـي أغـشُّ وأَكْـذَبُ
أما الشاعر زهير بن أبي سلمى، فقد انقطع إلى مدح هَرِم بن سنان والحارث بن سيّدي قبيلة ذبيان لموقفها الإنساني النبيل في وقف حمام الدّم بين عبس وذبيان في حرب داحس والغبراء. فيقسم بأنّ هذين السّيدين قد حازا كل صفات الشرف والمروءة والرِّفعة:
يَمينـاً لَنِعْـمَ السّيـدان وُجِـدْتُـمـا     على كلّ حـالٍ مِنْ سَحيـلٍ وَمُـبـرَمِ
5 ـ الهجاء: كان الهجاء في غالب الأحيان ملازماً للفخر، فعندما يفخر الشاعر بنفسه وبقومه، فإنه يميل إلى هجاء أعدائه، وإلصاقه بهم جميع الصفات السّيئة التي تحطّ من قدر الشريف، كالجبن والبخل والغدر. وهجا الشاعر طرفة بن العبد عمرو بن هند، فقاده هجاؤه إلى هلاكه. قال:
فليتَ لـنـا مـكـانَ المَلْكِ       عمـروٍ  رغـوثاً حـول قُبّتنـا تَـخُـور
6 ـ الرثاء: لقد كثرت مراثي الشعراء في العصر الجاهلي بسبب كثرة حروبهم، فهم يرثون قتلاهم الذين يُصرعون في ساحات المعارك، أو يرثون أشرافهم وزعماءهم، فيعددون مناقبهم، ويشيدون بمآثرهم وفضائلهم، ويظهرون التوجّع والبكاء. وكثيراً ما كان الرثاء يمتزج بالحكمة والحديث عن مصائب الدهر ونوائبه. وقد اشتهر بالرثاء من شعراء الجاهلية الخنساء ودريد بن الصمّة في رثاء أخيه عبد الله الذي صرعته سيوف أعدائه، فيعدّد مناقبه:
لئـن كانَ عبدُ اللَّـه خلِّـى مكـانَـه     فمـا كان وقّـافـاً ولا طائِشَ الـيـد
صَبـا ما صَبـا حتى علا الشّيبُ        رأسـهُ  فلمّـا عـلاه قال للبـاطـل ابـعُـد
7 ـ الحكمة: مال بعض الشعراء الجاهليين إلى أمور اضطرتهم إلى التّأمل والتفكير، فعكفوا على تلخيص نظرتهم إلى الحياة والموت في أشعارهم.
ومع توالي الدهور شاعت أمثالٌ وحِكَم، أخذت تتناقلها الأجيال. وأشهر من فاه فهمه بالحكمة زهير بن أبي سلمى فنَزل في قومه منْزلة الحكيم العاقل، والمشير الناصح. قال:
فَـلا تَكْتُمُـنَّ اللهَ مـا في نفوسِكُـمْ        لِيَخفـى وَمهما يُكتـمِ اللـهُ يَـعْلَـمِ
ويرى طرفة بن العبد أن اشد أنواع الظلم هو ظلم الأقارب فيقول:
وَظُلْـمُ ذوِي القُرْبَى أشَـدّ مَضـاضَـةً        على المَـرْءِ مِن وقْـعِ الحُسامِ المهـنّـدِ

نظام القصيدة الجاهلية:
فقد كانت القصيدة الجاهلية تسير على نمط واحد تقريبا أى يبتدئ الشاعر القصيدة بالتشبيب بالمرأة ووصف جمالها ولوعته بها وذكر أطلالها ثم يصف فرسه أو ناقته أى راحلته ومشاق الطريق إليها ، ثم ينتقل إلى غرضه الرئيسى الذى من أجله أنشا القصيدة فخراً كان أو هجاء أو مدحاً أو اعتذارا أو حماسة أو غير ذلك ، وقد يختمها بحكمة أولاً وخير مثال على التقليد النمطي للقصيدة القديمة هو المعلقات السبع أو العشر الطوال.





المعلقـــــــات :
هى سبع قصائد وقيل عشر مطولات عُرفت حينا بالمذهبات وسميت كذلك بالسموط والمشهورات والسبعيات والمعلقات لأنها علقت على أركان الكعبة ، وأول شعر عُلِّق في الجاهلية شعر امريء القيس أيام الموسم ثم علق الشعراء بعده وكان ذلك فخر العرب فى الجاهلية الشعر.
والمذهبــــات :
قال ابن عبد ربه فى العقد الفريد : عن الشعر لقد بلغ من كلف العرب به وتفضيلها له أن عمدت إلى سبع قصائد تخيرتها من الشعر القديم ، فكتبتها بماء الذهب فى القباطي المدرجة ، وعلقتها بين أستار الكعبة ، فمنه يقال مذهبه امريء القيس ، ومذهبة زهير وهذه المعلقات بالترتيب كالتالى :-
(1) معلقة امرئ القيس ومطلعها :
قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ


بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ

(2) معلقة طرفة بن العبد ومطلعها :
لِخَـوْلَةَ أطْـلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهْمَـدِ


تلُوحُ كَبَاقِي الوَشْمِ فِي ظَاهِرِ اليَدِ


(3) معلقة زهير بن أبى سلمى ومطلعها :
أَمِنْ  أُمِّ  أَوْفَى  دِمْنَةٌ  لَـمْ تَكَـلَّمِ


بِـحَوْمانَة   الـدَّرَّاجِ فَالْـمُتَثَلَّـمِ

(4) معلقة عتنرة بن شداد العبسى ومطلعها :
هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ منْ مُتَرَدَّمِ


أم هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بعدَ تَوَهُّمِ


(5) معلقة عمرو بن كلثوم ومطلعها :    
أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَأصْبَحِيْنَـا


وَلاَ تُبْقِي خُمُـوْرَ الأَنْدَرِيْنَـا

(6) معلقة الحارث بن حلزة اليشكرى ومطلعها :  
آذَنَتْـنَـا بِبَيْنِهَـا أَسْمَـاءُ




رُبَّ ثَاوٍ يُمَـلُّ مِنْـهُ  الثَّـوَاءُ

(7) معلقة لبيد بن ربيعة ومطلعها:
عَفَتِ الدِّيَارُ مَحَلّهَا فَمُقَامُهَا     


فرجامها بِمِنىً تَأَبَّدَ غَوْلُهَا فرِجَاما (1)



ثانيا:الادب في صدر الاسلام
( االحياة السياسية و الإجتماعية و الأدبية)
هي تلك الفترة التي تبدأ من بعثة الرسول صلى الله عليه وآله إلى آخر أيام الخلفاء الراشدين سنة 40 هـ .
  حال العرب قبل الإسلام                                                          :
كانوا أمة ممزقة انتشرت عندهم الحروب والمنازعات، كانوا أمة جاهلة تنتشر بها الخرافة والعقائد الفاسدة .
  أثر الإسلام في العرب                                                              :
كان له أثر كبير من عدة جوانب، مثل: الجانب السياسي والاجتماعي والعقلي واللغوي والأدبي، وسندرس بعض هذه الآثار بشيء من التفصيل .
أولا : الجانب السياسي :
كان العرب قبل الإسلام في مؤخرة الأمم بسبب الحروب والمنازعات ، فجاء الإسلام فجعلهم خير أمة ، جعل رايتهم واحدة وهي راية الإسلام ، كونوا الجيوش الإسلامية فأسقطوا الإمبراطوريتين الروم والفرس .
ثانيا : الجانب الاجتماعي :
بعد انتشار العادات السيئة في العصر الجاهلي مثل : شرب الخمر ولعب القمار و وأد البنات والقتل والنهب والغزو ، جاء الإسلام وقضى عليها وأقرّ بعض العادات الإيجابية مثل : تحريم الخمر والميسر والقتل ووأد البنات وحثّ على الإخاء والتضحية وبنى المجتمع على المساواة ولم يغفل جانب المرأة فكرّمها وكفل لها حقها مثل التعليم والميراث حق اختيار الزوج ، فهو بهذا قلب موازين الحياة عندهم وجعل الفرق بين الناس التقوى .

ثالثا : الجانب العقلي :
كان لدى العرب الجاهليين بعض الخرافات المناقضة للدين الإسلامي مثل : الكهانة والعرافة والتشاؤم والتنجيم ، فجاء الإسلام فحاربها ودعا إلى التفكّر في مشاهد الليل والنهار والطبائع والأجناس وأيضا التفكّر في العلوم الشرعية والفنون الأدبية .
رابعا : الجانب اللغوي :
جعل الإسلام اللغة خالدة بنزول القرآن الكريم ، فأصبحت اللغة العربية لغة عالمية يحرص كل مسلم على تعلمها لحاجته الماسّة في استخدامها في صلاته وقراءته للقرآن .

             خامسا : الجانب الأدبي          :
أصبح الأدب ذو معاني واسعة متعددة الأفكار ألفاظها تتميّز بالطابع الإسلامي كما تأثّر الأدب بالقرآن الكريم والحديث الشريف وبذلك أصبح الأدب الإسلامي أشدّ تأثيراً في النفس ، كما خلّص الإسلام الأدب من الشوائب مثل العصبيّة والغزل الفاحش والهجاء المقذع ووصف الخمر مصادر الأدب في عصر صدر الإسلام
أولا : القرآن الكريم :
 ما المقصود بالقرآن الكريم ؟
هو كلام الله تعالى ومعجزة النبي محمّد صلى الله عليه وآله .
موضوعات السور المكية  
1-
توحيد الله تعالى .
2-
إثبات الوحدانيّة لله تعالى .
3-
الترغيب بالجنة وتهويل أمر الشّرك وإنذار المشركين بعذاب جهنّم .
 موضوعات السور المدنية  
1-
التشريعات القضائية والسياسية والاجتماعية والعسكرية .
2-
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
3-
رسم طرق الأخلاق الكريمة .
 لغة القرآن الكريم  
نزل القرآن بلغة قريش وفيه بعض لهجات القبائل مثل لهجة مُضَر واليمن وحِمْيَر وكِنانة وهُذَيل س / بم تحدّى الله العرب ؟
تحدّى الله سبحانه وتعالى العربَ ببلاغة القرآن والإخبار بالغيبيات والأمور المستقبلية والإخبار عن الأمم السابقة ، كما ظهر وجهٌ جديد يسمى بالإعجاز العلمي .
س / تحدّث عن أسلوب القرآن الكريم .
للقرآن الكريم نسق بلاغي وسجع بليغ حيّر العقول وأعجز البلغاء .
س / ما خصائص السور المكية ؟
1-
آياتها قصيرة .
2-
تتحدّث بلهجة حارة فيها التهويل والتكرار والتخويف .
س / ما خصائص السور المدنية ؟
1-
آياتها طويلة .
2-
هادئة اللهجة ، عذبة الألفاظ .
 خصائص القرآن الكريم العامّة
1- التكرار
2-
الالتفات
3-
الإيجاز
4-
ضرب المثل
س / علل : التكرار في القرآن الكريم .
ج / تثبيت المعنى في النفس .
س / علل : ضرب المثل في القرآن الكريم .
ج / العظة والعبرة وتثبيت الأمور المعنوية .
ثانيا : الحديث الشريف :
 المقصود بالحديث الشريف  
هو قول الرسول صلى الله عليه وآله ، أو فعله أو تقريره .
س / لماذا سُمِّي بجوامع الكلم ؟
لأن ألفاظه القليلة تحتوي على معانٍ كثيرة ، ولأنه أفصح العرب باللغة العربية .
 وظيفة الحديث الشريف :
وظيفته توضيح القرآن وتفصيله .
خصائص أسلوب الحديث  :
1-
الإيجاز .
2-
خلوّه من التكلّف والزخرف .
3-
معانيه مستقاة من القرآن الكريم .
4-
سهل اللفظ .
5-
يحتوي على الكثير من الأمثال التي توضح المعنى .
 ترجع بلاغة النبي صلى الله عليه وآله إلى عدّة أسباب .
1-
أنه مؤيد بالوحي والإلهام .
2-
لديه الموهبة الفطرية .
3-
نشأته في قريش .
4-
علمه بلغة القرآن .
                الشعر في عصر صدر الإسلام    

 موقف الإسلام من الشعر:                                                       
لم يحارب الإسلام كلّ الشعر بل حارب الفاسد منه ، ولهذا صنّف القرآن الكريم الشعراء إلى فئتين : فئة ضالّة وفئة مهتدية ، كما اتخذ الإسلام الشعر سلاحاً كوسيلة من وسائل الدعوة الإسلامية وعدّه نوع من أنواع الجهاد .
س / ما موقف النبي صلى الله عليه وآله من الشعر ؟
كان النبي صلى الله عليه وسلّم يشجّع ويستمع للشعر الجيّد كشعر حسان والخنساء ، فما نفع منه قبله وشجع عليه وما كان فيه ضرر أو قبح نبذه .
س / يُقال : ( أن الشعر في عصر صدر الإسلام أُصيب بالضعف ) . ناقش هذه العبارة .
هذا الكلام غير صحيح ، لأنّ الإسلام صادف في العرب قلوباً قاسية فألانها ، وطباعاً جافية فرققها ، ومن ثمّ أصبح الشعراء يختارون الكلمات اللّينة ، والأساليب السّهلة ، وابتعدوا عن الألفاظ الغليظة الخشنة .
س / يُقال : ( أن الشعر في عصر صدر الإسلام تعرّض لفترة من الركود ) . ناقش هذه العبارة.
هذا الكلام صحيح، وكان لذلك أسباب، وهي :
1-
انبهار العرب ببلاغة القرآن الكريم .
2-
انشغالهم بالفتوحات الإسلامية .
3-
أصبح قليلاً منهم من يتكسّب بالشعر، فأصبحت الخطابة بذلك أعلى منزلةً منه لأنها مرنة في نشر الإسلام أكثر من الشعر.
4-
أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بترك رواية شعر من هجوه وهم الذين ظلوا على الشرك . 5- عندما حارب الإسلام العصبيات وحرّم الخمر وقاوم الهجاء المقذع والغزل الفاحش وحارب رحلات اللهو، أصبحت أغراض الشعر قليلة تقتصر على مناقضة الشعراء المشركين وعلى مدح الرسول صلى الله عليه وسلم ونشر الدعوة الإسلامية .
  أسلوب الشعر في عصر صدر الإسلام .
اختلف أسلوب الشعر في هذا العصر بشكل بسيط ويسير عن أسلوب الشعر الجاهلي ، وذلك بسبب تأثره في هذا العصر بالقرآن الكريم والحديث الشريف وبعاطفة المسلم الرقيقة ، فمن ناحية الألفاظ : فأصبح الشاعر الإسلامي يختار الألفاظ والتراكيب الواضحة التي تؤدي المعنى ، وأما من ناحية المعاني فقد اختلفت بشكل كبير ولكنّها لم تنفصل عنه ، فأصبح الشاعر الإسلامي يختار من المعاني ما يخدم الإسلام وما يدعو إليه .

الموضوعات الجديدة التي ظهرت في هذا العصر: 
1-
شعر الدعوة للإسلام و نشر عقائده .
2-
شعر وصف الفتوحات الإسلامية وأماكن الجهاد .
                               
النثر في عصر صدر الإسلام
س / ( كان الشعر في العصر الجاهلي موضع العناية الأولى ، بينما نجده في عصر صدر الإسلام قد تراجع وحلّ محلّه النثر ) . فما السبب ؟
1-
عندما نزل القرآن الكريم تطلّب من يشرحه ويفسّر معانيه .
2-
نشر الدعوة الإسلامية .
أهم أنواع النثر في تلك الفترة :
1-
الخطبة .
2-
الرسالة .
     أولا : الخطابة  :
عوامل ازدهار الخطابة في عصر صدر الإسلام:  
1-
أصبحت لسان الدعوة الإسلامية ووسيلة نشرها .
2-
جعل الإسلام الخطابة من شعائره في العيدين والجمعة والحج .
3-
استعملت الخطابة كوسيلة لبث الحماس في نفوس الجنود في معارك الفتوحات الإسلامية . 4- محاربة الفتن السياسية والدينية .
أنواع الخطابة في عصر صدر الإسلام :
1- الخطبة الدينية .
2-
الخطبة السياسية .
3-
خطب المعارك .
4-
خطبة الوفود .
 خصائص الخطابة في عصر صدر الإسلام:  
1- أصبحت جميع الخطب تفتتح بحمد الله والثناء على نبيّه صلى الله عليه وآله .
2-
تأثّر هذه الخطب بالقرآن الكريم والحديث الشريف .
3-
أصبحت ألفاظ الخطابة أكثر رقّة وأكثر عذوبة .
4-
أصبحت متماسكة الأجزاء تدور حول موضوع واحد .
5-
خلوّها من السجع المتكلّف .
6-
لها أهداف ومقاصد سامية .
7-
اعتمدت على الحجة والبرهان المستمدين من الإسلام .
ثانيا: الرسائل :
 نشأة الكتابة العربية                                                                :
كانت الكتابة قبل مجيء الإسلام موجودة ولكنها قليلة، وانتشرت في عصر صدر الإسلام عندما أسر الرسول صلى الله عليه وآله بعضا من قريش بعد غزوة بدر كان فيهم بعض الكتّاب، فقبل الرسول صلى الله عليه وآله أن يفتدي كلاً منهم نفسه بتعليم عشرة صبيان مسلمين الكتابة . فلما اتسعت رقعة الدولة أخذ الرسول صلى الله عليه وآله يعتمد على الرسائل .

 موضوعات الرسائل في عصر صدر الإسلام                                                :              
كانت تدور حول شؤون الحكم وشرح مبادئ الدين .
 اللغات التي استخدمها كتّاب الرسائل في هذا العصر:                                                               
كتّاب الرسائل كانوا يستخدمون اللغة العربية ، أمّا كتّاب الخراج فكانوا يكتبون بلغة أهل الإقليم .  خصائص أسلوب الرسالة :
1-
الإيجاز .
2-
الألفاظ الواضحة .
3-
خلوّها من التهويل والزخرف .

                                               
أصابت الدولة الإسلامية في العصر الأموي حظًا كبيرًا من الاتساع والتحضر عن طريق الفتوحات، والتطور العمراني والسياسي والعلمي، فقد ألقت الفتوحات إليها بالمال. أما التطور العمراني فتمثل في اقتباس أساليب العمران والزراعة والإدارة التي تمثلت في تطوير الدواوين وتنظيم شؤون الحكم والمال، فضلاً عن اتساع مجالات الاستثمار. كما تطورت مظاهر الحياة المادية، من مسكن وملبس ومأكل ومركب.

ظهرت في العصر الأُموي تيارات علمية ثلاثة هي تيار التراث الجاهلي شعرًا وقصصًا وأمثالاً وأنسابًا، وتيار التراث الإسلامي تفسيرًا وحديثًا وفقهًا وقراءاتٍ وسيرة، وتيار الثقافات الأجنبية أدبًا وترجمة ومعارف منوعةً. فنشأت من ثمّ مدارس فكرية متعددة، تباينت في الأخذ بواحد من هذه التيارات، أو بالجمع بينها. وهذا أمر طبيعي في نشأة الحضارات والثقافات في تاريخ الأمم. وقد ظهرت أسماء لامعة تُعدّ رموز ًا للعلوم في العصر الأموي، منها على سبيل المثال: وهب بن مُنبِّه وعُبيد بن شَريّة، وهما معْنيان بالتاريخ والأخبار والقصص، ودَغْـفَل النسابة، وأبان ابن عثمان وعروة بن الزُّبير المختصان بمغازي الرسول ³، وظهر في مجال العلوم الإسلامية جيل جديد، كان يمثِّـله تلاميذ عبدالله بن عباس وعبدالله بن عمر. ومن هذا الجيل رجاء وعِكْرِمة وسالم بن عبدالله بن عمر وطاووس والشَّعْبي وسعيد بن جُبير وابن سيرين والحسن البصري وقتادة والأوزاعي.

والحقيقة أن تيار الثقافة الأجنبية كان ذا شقين، شِق عملي تطبيقي تمثل في اقتباس أساليب التخطيط والعمارة والإدارة والاستثمار وبناء الأساطيل، وشِق نظري، يمثل الثقافات الفلسفية والطبية والكيميائية وديانات أهل البلاد المفتوحة. وقد جاءت هذه الثقافات الأجنبية نتيجة للفتوحات وتشجيع حكام الأمويين الحركة العلمية وترجمة الكتب الأجنبية. وقد تنوعت مصادر هذه الثقافات بين فارسية وهيلينية وهندية وسريانية. وبرزت أسماء جديدة رمزت إلى تلك الثقافات الأجنبية منها سويرس سيبوخْت ويعقوب الرّهاوي وجورجيس ويوحنا الدِّمَشْقي. والناظر في المصادر القديمة تهوله هذه الكثرة من أسماء المترجمين أو المثقفين بثقافات أجنبية وبعناوين الكتب الأجنبية وأسماء مراكز هذه الثقافات في بلاد فارس والشام والعراق ومصر.

وتدُّل تلك الجهود على أن تيار الثقافة الأجنبية لم يبدأ في العصر العباسي، بل كانت بدايته في العصر الأموي، وبتشجيع من الحكام. ثم نما ذلك التيار في العصر العباسي، الذي انتفع بجهود الأمويين، ثم زاد عليها، وجنى ثمارها. وإذا كانت الفتوحات قد أثمرت هذا الرصيد من المعارف الأجنبية، فقد أثمرت أيضًا هذا الثراء الواسع، وهذا الخليط من الأجناس الذي امتزج بمجتمعات الحواضر العربية، وكان له تأثيره في العادات والتقاليد، ثم في إحداث حركة عريضة في الغناء والموسيقى، وكان له أثره في الشعر العربي، كما كان لما أحدثه من اتساع بالغناء أثره أيضًا في ذلك الشعر. وهنا تبرز أسماء لمشاهير المغـنِّـين والمغنيات مثل طُوَيس ومَعْبد وسائب خاثر، وعزة الميلاء وسلاَّمة القَس وجميلة.

أدت الحواضر العربية دورًا كبيرًا في الحركة الأدبية العقلية والغنائية، إذ عملت كل من البصرة والكوفة على جمع التراث العربي الإسلامي، رواية وتدوينًا، لغةً وشعرًا وأخبارًا وحديثًا وفقهًا. وتهيأت المدينتان الكبيرتان لأن تكونا مدرستين متنافستين في رواية الأدب، ثم في اللغة والنحو. أما مكة والمدينة فاشتهرتا بالعلوم الدينية، كما نشطت فيهما حركة الشعر. وأما سوق المربد فتحوّل من مجرد سوق إلى مركز أدبي نشط على مشارف البصرة. انظر: أسواق العرب.

عرف العصر الأموي عددًا من الفرق الدينية السياسية، كالشيعة والخوارج والزُّبيريين، وكان لكل فرقة رجالها وآراؤها في الخلافة، بل كان لكل فرقةٍ شعراؤها وخطباؤها ومنابرها، وقد دخلت هذه الفرق في صراع ذي شقين: شِق سياسي، حيث قاوموا حكم الأمويين بالمعارضة والجدل، وشّق عسكري تمثل في مقاومة الأمويين بالحروب والثورات. وانعكس صراع تلك الفرق على الحياة الأدبية من جَدل ومناظرات قوامها البرهان والدليل.


الشعر. ارتبط الشعر العربي بالعصر الأموي ارتباط الخصوصية، بمعنى أن ثمة فنونًا شعرية جديدة ظهرت في العصر الأموي واختفت بزواله، فالنقائض بشكلها المعروف وتقاليدها الجديدة هي ثمرة من ثمار الشعر الأموي، وكان أبرز شعرائها الفحول الثلاثة، جرير والأخطل والفرزدق. كما أن الشعر السياسي بصبغته المعروفة هو ابن شرعي لهذا العصر، فقد كان لكل فرقة شعراؤها، مثل الكميت شاعر الهاشميين، وابن قيس الرقيّات شاعر الزبيريين وغيرهما. انظر: الشعر.

أمّا الغزل فبالرغم من أنه من أغراض الشعر القديمة المعروفة، إلاّ أنه لقي في هذا العصر اهتمامًا كبيرًا، وأصبح تيارًا قويّا له شعراؤه وجمهوره ومدارسه، وكان أشهر تياراته تيار الغزل العذري العفيف وزعيمه جميل بن معمر، والغزل الصريح اللاهي وزعيمه عمر بن أبي ربيعة. انظر: الشعر.

وعلى كلٍّ فإنّ بني أمية كانوا يتمتعون بحسٍّ أدبي عربي جعلهم يشجعون الشعراء ويعقدون لهم المجالس، ويُجزلون لهم العطاء، بل كان منهم شعراء ذوو أثر في حركة الشعر كالوليد بن يزيد.

كما كان بعضهم يكتب إلى الشاعر أو الراوية فيستقدمه من العراق إلى الشام على البريد كما فعل هشام ابن عبد الملك مع حماد الراوية.

النثر. وأول فنونه وأكثرها ازدهارًا فن الخطابة، الذي نهضت به عوامل مختلفة، أبرزها العوامل السياسية ممثلة في الفرق والثورات المختلفة، ثم عروبة بني أمية وولاتهم من أمثال الحجاج بن يوسف الثقفي، ثم هناك عامل الجهاد الذي اتسع في عهد الدولة الأموية بحكم رغبتهم في توسيع رقعة الدولة الإسلامية. وهناك عامل آخر مهم هو نمو تيار الوعظ الديني، الذي تمخض عن خطباء كُثْر. وأشهر الخطباء الأمويين معاوية نفسه وعبد الملك بن مروان وعمر ابن عبد العزيز. ومن ولاتهم الحجاج بن يوسف الثقفي وزياد بن أبيه. أما خطباء الفرق، فإن أشهرهم من الخوارج أبو حمزة الشاري ونافع بن الأزرق والطرمَّاح بن حكيم. ومن خطباء الزبيريين رئيسهم عبد الله بن الزُّبير نفسه.


وإلى جانب الخطابة السياسية عرف العصر الأموي الخطابة الدينية الوعظية، ومن أشهر خطباء هذا التيار: سعيد ابن جُبير وعبد الله بن عمرو بن العاص وسعيد بن المسيِّب والحسن البصْري. وقد اتسع هذا التيار الخطابي وكثر رجاله، وزخرت المصادر بنصوصه. كما وُجدت خطابة الوفود إذ كان معاوية بن أبي سفيان أول من فتح أبواب قصره للوفود التي وفدت إلى ساحته. وممن خطب بين يدي معاوية سحبان وائل والأحنف بن قيس

وقد عرف العصر الأموي فنـًّا أدبيًا نثريًا آخر، هو فن الرسائل

            العصر العباسي
الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية
تمهيد : ( تعريف عام للدولة العباسية )                                                              
قامت الدولة العباسية عام 132هـ على أنقاض الدولة الأموية ، وسميت بذلك نسبة لجدهم العباس بن عبدالمطلب عم النبي  وعاشت ما يزيد على خمسة قرون حيث سقطت عام 656 وقد تغير كثير من مناحي الحياة خلالها أدى إلى تغير الشعر عن العصر السابق له وكان من مظاهر التغيير في الحياة العباسية ما يلي :
أولا – الحياة السياسية :                                                      
1-         تحول العاصمة من دمشق إلى بغداد.
2-         غلبة الطابع الفارسي على الطابع العربي.
3-         السير على نظام الوزارة الفارسية.
4-         التفكك والانقسام في العصر الثاني.
5-         الثورات والفتن.



 ثانيا – الحياة الاجتماعية : 
نظرة عامة :                                              
1-            انتشار حياة الترف والنعيم.
2-            وسائل الترويح عن النفس للمترفين :
أ / سباق الخيل والحمام الزاجل.
ب/ لعبة الصولجان والشطرنج والنرد.
ج/ صيد الطيور والغزلان.
3-                 وسائل الترويح عن النفس للعامة :
أ / مشاهدة القرادين.
ب/ الاستماع للقصص والحكايات الشعبية.
ج / تداول الأساطير والأخبار.
مظاهر الحياة الاجتماعية الجديدة :
1-            ظهور طبقتين متغايرتين.
2-            ازدياد حركة العمران.
3-            ازدهار فن الغناء.
4-            ازدياد وهج نيران الشعوبية.
5-            انتشار المجون والزندقة.
6-            محافظة الغالبية العظمى على القيم الإسلامية.
ثالثا – الحياة الثقافية :
نشطت الحركة العلمية نشاطا كبير تمثل بما يأتي :
العناية بالعربية وسبب ذلك :
اعتنى العباسيون باللغة العربية بسبب :
أ / أنها لغة الدين.
ب/ أن المناصب العليا في الدولة تخصص للعالمين باللغة.
أسباب جمع ألفاظ اللغة :
أ / لحاجة الشعوب غير العربية إلى تعلمها.
ب/ مقاومة ظاهرة شيوع اللحن.
أبرز علماء اللغة :
أ / من الجيل الأول أبو عمرو بن العلاء.
ب/ من الجيل الثاني الأصمعي.
ج / من الجيل الثالث محمد بن سلام الجمحي
د / من علماء الكوفة المفضل الضبي وابن الأعرابي
أبرز علماء النحو :
أ / الخليل بن أحمد .
ب/ سيبويه.
العلوم الدينية :
أبرز علماء التفسير :
        أ / سفيان بن عيينة.
        ب/ وكيع بن الجراح.
        ج / إسحاق بن راهوية.
أبرز علماء الفقه والحديث :
        أ / عبدالملك بن جريج.
        ب/ حماد بن سلمة.
        ج/ سفيان الثوري.
مظاهر أخرى للنشاط الفقهي وعلم الحديث :
        أ / تأسيس المذاهب الفقهية.
        ب/ تأليف كتب الصحاح الستة.
علم التاريخ :
نشأة وتطور التأريخ : 
- الحديث عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم .
- تحدثوا عن سير الرسل الأنبياء عليهم السلام.
- تحدثوا عن أخبار العرب في الجاهلية.
أشهر المؤرخين :
        أ / محمد بن إسحاق.
        ب/ هشام بن محمد الكلبي.
        ج / المدائني.
        د / الواقدي.
ازدهار العلوم الأخرى بسبب :
        أ / تأثير الترجمات الكثيرة ( اتصال الثقافة العربية بالثقافات الأجنبية ).
        ب/ ظهور علماء نابهين في كل فرع.
أثر الانقسام السياسي على العلم :
أ / تنافس الحكام في جذب العلماء إليهم.
ب/ تعددت مراكز العلم والأدب مثل حلب والقاهرة والقيروان.


اتصال الثقافة العربية بالثقافات الأجنبية :
طرق الاتصال :
أ / المشافهة مع المستعربين.
ب/ النقل والترجمة.
أهم الثقافات التي اتصل بها العرب :
أ / الثقافة اليونانية .
ب/ الثقافة الفارسية.
ج / الثقافة الهندية.
أمثلة لعناية الخلفاء العباسيين بالنقل والترجمة :
أ / أبو جعفر المنصور أول من شجع على الترجمة.
ب/ هارون الرشيد أسس دار الحكمة.
ج/ المأمون أرسل البعوث لجلب أنفس الكتب إلى دار الحكمة في بغداد.
الآثار السلبية لهذا الاتصال :
        تتمثل في عدم توافق بعض النظريات والأفكار مع الدين الإسلامي
الشعر العباسي

نظرة عامة للشعر طوال العصر العباسي      

أ / ازدهار الشعر في بداية العصر بسبب :
1-              تشجيع الخلفاء للشعر.
2-              دخول أساليب شعرية جديدة بسبب الترجمة ونقل ثقافات الأمم الأخرى إلى العربية.
3-              اتساع خيال الشعراء.
ب/ ضعف الشعر في نهاية العصر بسبب :
1-              انتشار العجمة.
2-              عدم تشجيع الحكام للشعر والشعراء.
3-              إغراق الشعراء في الصنعة اللفظية.

 


اتجاهات الشعر في العصر العباسي


أولا – الاتجاه القديم :
1-              معناه : محافظته على طريقة القدماء في نظم الشعر.
2-              أسباب بقاؤه :
أ / تشجيع علماء اللغة له وعدم اعترافهم بما سواه.
ب/ الرغبة في المحافظة على اللغة التي نزل بها القرآن الكريم.
ج / تشجيع الخلفاء له وتخصيص الجوائز الكبرى لهذا النوع.
3-              موقف الشعراء من هذا الاتجاه :     
أ / خضوع أغلب الشعراء له خاصة في المدح.
ب/ اقتصار نظم الشعراء البعيدين عن الحواضر عليه

ثانيا – الاتجاه الجديد :
1-              معناه : أسلوب مولد يعتمد على التوسط بين لغة البدو القديمة ولهجة العامة المبتذلة.
2-              الأسباب والدوافع له :
أ/ رغبة الشعراء المولدين في التعبير عن عصرهم ومشاعرهم
ب/ الازدهار العلمي والرقي الفكري.
3-              موقف الشعراء منه :
أ / شعراء يؤثرون الجزالة وقوة البناء.
ب/ شعراء يؤثرون الليونة والسهولة.
مظاهر التجديد
أولا – مظاهر التجديد في الأغراض:
المدح :
1-              إضافة مثالية الحكم والعدالة في الحاكم عند مدحه.
2-              الغلو غير المقبول.
3-              عكس المألوف في الأوزان والموسيقى واللغة من حيث :
( رقة الأسلوب – خفة اللحن – بساطة التصوير )
4-              مدح المدن.
الهجاء :
1-              ظهور لونين في الهجاء هما :
أ / هجاء سياسي .
ب/ هجاء شخصي.
2-              السخرية والإيذاء.
3-              أصبح مقطوعات قصيرة.
4-              الشعبية والهزل.
5-              هجاء المدن.


الرثاء :
1-              رثاء من لم يسبق أن رثاهم غيرهم كالمغنين.
2-              الفكاهة في الرثاء.
3-              رثاء المدن.
الوصف :
شمولية الوصف لجميع مظاهر الحياة وعدم اقتصارها على المظاهر الطبيعية فقط.
الزهد :
1-              انتشاره وميل الناس له.
2-              قناعة الشاعر الناظم لشعر الزهد حيث كان في السابق مجرد ميل فطري إلى التزهد.
3-              أسباب ودوافع انتشاره:
 أ / الحماسة والغريزة الدينية.
ب/ ردة فعل وحركة مضادة للمجون والزندقة.

ثانيا – التجديد في منهج القصيدة

أسباب ودوافع التجديد :
1-              الحضارة العباسية.
2-              الشعراء المولدين.
مظاهر التجديد في نهج القصيدة ( عمود الشعر ) :
1-              المقدمة الطللية.
2-              رقة الألفاظ.
3-              سهولة التركيب.
4-              نبذ
5-              التحام القصيدة ووحدة الموضوع.
6-              التأثر بالثقافات غير العربية.
7-              النقل من الحكم الفارسية وغيرها.
ثالثا – تعبير الشعر عن حياة الفرد :
في السابق كان معظم الشعر بتحدث عن مشاكل الآخرين أما في هذا العصر فقد كثر الحديث عن هموم الشاعر نفسه وعن أفراحه وأحزانه.
رابعا – الشعر التعليمي :
1-              ظهوره : في بداية العصر العباسي.
2-              تعريفه : أن ينظم الشاعر فيه علما من العلوم.
3-              الغرض منه : ليكون وسيلة تعليمية وليسهل حفظ العلم.
4-    أمثلة للشعر التعليمي : قصيدة اللاحق في الفرائض وقصيدته أيضا في نظم كتاب كليلة ودمنة شعرا.
خامسا – الصنعة اللفظية :
تاريخ بداياته :
- بدأ منذ وقت مبكر.
- اهتم به بشار بن برد وأبو نواس.
- اعتمد عليه كثيرا مسلم بن الوليد
البديع عند أبي تمام :
أضاف إلى ألوان البديع العربية وشياً من الثقافة والفلسفة.
سادسا – الأوزان والقوافي :
- شيوع الأوزان الخفيفة.
- ظهور القوافي المزدوجة.

النثر

أسباب تطور النثر :
1-            امتزاج الثقافات الأجنبية بالثقافة العربية
2-            نمو العلوم الإسلامية.
مظاهر تطور النثر :
1-            انصهار النثر في الآداب والعلوم المختلفة
2-            غدا النثر أدبا ذا طابع خاص
3-            أسست القواعد المنظمة لبلاغة الكلام
خصائص النثر العباسي :
1-            هجر الألفاظ البدوية والمبتذلة
2-            العناية بفصاحة الكلام وجزالته
3-            ملاءمة الكلمات للجرس الصوتي
4-            مراعاة الحال في الإطناب والإيجاز
5-            وضوح الأسلوب
6-            دقة المعنى
7-            ترتيب الأفكار

فنون النثر

1-            فنون تقليدية قديمة مثل الخطب والرسائل والمناظرات والعهود والوصايا
2-            فنون مطورة مثل التوقيعات
3-            فنون جديدة مستحدثة مثل القصة
أشهر كُتَّاب النثر
1-            ابن المقفع
2-            سهل بن هارون
3-            عمرو بن مسعدة
4-            إبراهيم بن العباس الصولي
5-            محمد بن عبدالملك الزيات
6-            أبو حيان التوحيدي … وغيره




أساليب وأنماط النثر
الأسلوب والنمط الأول فن الترسل : هو أن يأتي الكاتب بكلامه مرسلا من غير سجع
أشهر الكتاب المترسلين :
1-            ابن المقفع ويتميز أسلوبه :
أ / خلوه من التعقيد والغرابة
ب/ عذوبة الألفاظ وبساطة العبارات
ج / البعد عن السجع والازدواج
د / الإيجاز
2-            سهل بن هارون ويتميز أسلوبه :
أ / الجدل
ب/ الدقة في الحوار
ج / توازن الألفاظ ( الازدواج )
3-            الجاحظ ويتميز أسلوبه :
أ / الازدواج ( توازن الألفاظ )
ب/ الجدل
ج / ملاءمة الألفاظ للمعاني
د / الاستطراد
الأسلوب والنمط الثاني فن السجع : وهو الإتيان بكلام له فواصل كفواصل الشعر بأن تنتهي الجملة بنفس الحرف الذي انتهت به سابقتها
ظهوره وتطوره :
1-            البرامكة أول من أكثر منه والتزموه في كتاباتهم
2-            في عصر المقتدر أصبح السجع عاما
3-            لما جاء ابن العميد سيطر السجع على كتاباته وعلى مَن بعده
أثر هذا الأسلوب على النثر :
أبعد السجع النثر عن الصدق والفن أدى به إلى الضعف
أبرز فنون النثر
أولا – الخطابة :
الخطابة في أول العصر العباسي :
كان لها شأن واضح نظرا لحداثة الدولة والحاجة لها لتدعيم السلطان وتتميز بما يأتي :
                أ / جزالة الألفاظ
                ب/ عدم التزام السجع
                ج / كثرة الاستشهاد بالقرآن الكريم
                د / غلبة الإيجاز
الخطابة بعد استقرار الدولة العباسية :
ضعفت الخطابة خلال هذه الفترة للأسباب التالية :
                أ / ضعف القدرة عليها
                ب/ قلة الدواعي إليها
                ج / حلت الرسائل محلها
الخطابة في نهاية العصر العباسي :
ضعفت الخطابة أكثر لانتشار العجمة في نهاية العصر حتى أصبح الخطباء يرددون خطب السابقين نفسها دون أن يعلموا بمغزاها

ثانيا – الرسائل الديوانية :
تعريفها :
هي ما كان يصدر من الخليفة أو الوزير أو غيرهما من مسئولي الدولة من رسائل في تصريف أمور الدولة
صفات الكاتب لهذا النوع :
أن يحيط بالعلوم العربية والشرعية وذلك حتى يجود كتابته
مميزات الرسائل الديوانية :              
1-            الوضوح
2-            الجمال الفني
أشهر الكتاب :
1-            يحيى البرمكي
2-            جعفر بن يحيى البرمكي
3-            الفضل بن سهل
4-            الحسن بن سهل
ثالثا –: التوقيعات
تعريفها :
هي ما يوقع به الخليفة أو الوزير أو الوالي على ما يرفع إليه من شكوى أو تظلم ( أشبه بما يسمى في عصرنا الحاضر بالشرح على المعاملات )
كثرتها في العصر العباسي :
كثرت التوقيعات في العصر العباسي جدا منذ الخليفة الأول (السفاح) .
مميزات التوقيعات :
1-            إيجاز القِصَر
2-            بعض المحسنات البديعية
3-            الاقتباس


رابعا – المقامات :
تعريفها :
هي حكاية قصيرة تدور حلو بطل وهمي وراوية خيالي لغرض اجتماعي أو لغوي
سبب التسمية :
سميت بذلك لأنها تذكر في مجلس واحد يجتمع فيه الجماعة لسماعها
نشأتها وظهورها :
ورد ذكرها في كتاب الشعر والشعراء لابن قتيبة ( توفي سنة 276 ) ولكنها عرفت بشكلها الحقيقي على يد بديع الزمان الهمذاني ( المتوفى سنة 398 )
المقامات عند بديع الزمان الهذاني :
حفلت بالحركة التمثيلية ، وحوارها يدور بين شــخصين ( وهميين ) اسمهما عيسى بن هشام والآخر أبو الفتح الإسكندري ، ويبلغ عددها نيفا وخمسين مقامة تدور حول الكدية وربما النقد الأدبي أو الوعظ الديني وبعضها يصور الحياة في بغداد

مميزات مقامات بديع الزمان :
1-            غلبة السجع القصير
2-            كثرة الفكاهة البديعية
3-            العناية بالألفاظ
4-            كثرة الشعر والأمثال
5-            الاقتباس من القرآن الكريم
6-            كثرة الغريب
المقامات عند الحرير.
هي   مقامات أدبية الفها محمد الحريري البصري (446هـ/1054م - 6 رجب 516 هـ/11 سبتمبر 1112م) و هي من أشهر المقامات التي تنتمي إلى فن من فنون الكتابة العربية الذي ابتكره بديع الزمان الهمذاني، وهو نوع من القصص القصيرة تحفل بالحركة التمثيلية، ويدور الحوار فيها بين شخصين، ويلتزم مؤلفها بالصنعة الأدبية التي تعتمد على السجع والبديع.
مقامات الحريري، نظمها محمد الحريري وقام برسم حكايتها يحيى بن محمود الواسطي وتدور حول اِبتزاز المال عن طريق الحيلة من خلال مغامرات بطلها أبي زيدِ السروجي التي يرويها الحارث بن همام . لغتها مسبوكة متينة، لا تخلو من بعض التصنع وقد اِستعملت مدةً طويلةً في المدارس. الحريري يعتبر من أوائل أُدباء عصر الأدب العربي. ثاني كتب المقامات شهرة وأجلها أثراً، لم يلق واحد منها ما لقيه من عناية العلماء به، وتنافسِ الأمراء باقتناء نسخه. قال حاجي خليفة: «"كتاب لا يحتاج إلى تعريف لشهرته، وقد قال الزمخشري في مدحه وهو من معاصري الحريري : «"أقسم بالله وآياته ومشعر الحج وميقاته أن الحريري حريٌّ بأن نَكتُبَ بالتبر مقاماته وهو الكتاب الرابع من كتب المقامات حسب التسلسل التاريخي، وترتيبها هي :

  • -1 مقامات بديع الزمان (المتوفى سنة 395 هـ(
  • -2 مقامات ابن نباتة (المتوفى سنة 405 هـ(
  • -3 مقامات ابن ناقيا (المتوفى سنة 485 هـ(
  • -4 مقامات الحريري
ويضم خمسين مقامة، على غرار مقامات بديع الزمان، جعل الحريري بطلها الحارث بن همام البصري، وهو اسم بلا مسمى، وراويها أبا زيد السروجي وقد أختلف هل هو شخصية حقيقية أم لا ، ورد البصرة وكان شيخاً بليغاً وسحر الناس بفصاحته في مسجد بني حرام وهو يسألهم أن يعينوه في فك ولده من أسر الروم. قال الحريري: «"فاجتمع عندي فضلاء وأخبروني بما سمعوه وتعجبوا منه، فأنشأت المقامة الحرامية، ثم بنيت عليها سائر المقامات".» قال ابن الجوزي: وعرض المقامة الحرامية على الوزير أنوشروان فاستحسنها وأمر أن يضيف إليها ما شاكلها فأتمها خمسين مقامة. وعثر ابن خلكان سنة 676 هـ على نسخة منها بخط الحريري، وقرأ فيها أنه ألفها للوزير جلال الدين بن صدقة، وذلك مخالف لما أثبته في ترجمته للحريري من أنه ألفها للوزير أنوشروان بن خالد القاشاني: وزير المسترشد العباسي. ولها شروح كثيرة جداً، عدَّ منها حاجي خليفة أربعين شرحاً ونص على أن أجودها شروح أبي العباس الشريشي (المتوفى سنة 619 هـ) ، وأضخمها شرح ابن الساعي البغدادي (المتوفى سنة 674 هـ) وهو في خمسة وعشرين مجلداً، وأقدمها: شرح أبي سعيد الحلي تلميذ الحريري، وقد قرأ شرحه عليه.







الأدب العربي في العصر الأندلسي
[الأندلس والمغرب وشمالي إفريقية وصقلية]
    الأندلس والمغرب جزءان مترابطان من عالم واحد كان يعرف في القديم عند المشارقة بالمغرب الإسلامي، وقد ظلا يتمثلان طوال العصور الوسطى حضارة واحدة مشتبكة العلاقات في السياسة والفكر والاجتماع. وفي العلاقات البشرية المستمرة من هجرة واختلاط وتزاوج.
    وقد كونت صقلية مع بلاد المغرب وشمالي إفريقية والأندلس وحدة ثقافية ذات طابع خاص جوهره التراث الثقافي العربي الإسلامي، وساعد في حفظه كثرة الانتقال والاتصال.
    وقد أدت الأندلس وصقلية دوراً بارزاً في النهضة الأوربية عن طريق نقل هذا التراث كما يشهد بذلك الباحثون، مما يجعل الحديث عن فضل الحضارة العربية الإسلامية من الوقائع التاريخية الثابتة.
الحياة السياسية والاجتماعية في الأندلس
    أطلق العرب لفظ الأندلس AL- Andalus على القسم الذي سيطروا عليه من شبه جزيرة إيبرية (إسبانية والبرتغال) واستقروا فيه زهاء ثمانية قرون (منذ فتحها عام 92هـ/ 711م بقيادة طارق بن زياد وموسى بن نصير، وآخرين، حتى سقوط غرناطة عام 897هـ/1492م) فجاؤوا بلغة حية تأثرت بها اللغتان الإسبانية والبرتغالية، وبمد حضاري حمل عبارة تتصدر معاهد العلم وهي: «العالم يقوم على أربعة أركان: معرفة الحكيم، وعدالة العظيم، وصلاة التقي، وبسالة الشجاع».
    حكم الأندلس مدة ستة وأربعين سنة (92-138هـ/711-755م) ولاة كان يعينهم الخليفة في دمشق، أو عامله على إفريقية، ولما قوض العباسيون صرح الدولة الأموية، فر عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن مروان من الشام في مغامرة طويلة حتى وصل إلى الأندلس سنة 137هـ/755م، واستطاع بحذقه السياسي أن يؤسس إمارة حاضرتها قرطبة Cordoba استمرت من عام 138 حتى عام 300هـ/756-912م، ولقب «بالداخل» و«بصقر قريش».
    وفي عهد عبد الرحمن الثالث الذي لقب «الناصر» وحكم من سنة 300 حتى 350هـ/ 912-961م، تحولت الإمارة إلى خلافة، وفي هذا الدور بلغت الأندلس أوج مجدها السياسي والأدبي ونافست قرطبة بغداد.
    ثم انتثر عقد البلاد، فاستبدّ رؤساء الطوائف بالولايات، وقامت دويلات بلغت العشرين عدّاً عرف حكامها بملوك الطوائف (403-536هـ/1012-1141م) منها الدولة العبادية في إشبيلية، ودولة بني الأفطس في بطليوس، والدولة الجهورية في قرطبة.
    ومع انشغال الحكام بشؤونهم عن تدبير الملك، وازدياد ضغط الإسبان الشماليين على هذه الولايات، فزع الأندلسيون إلى يوسف بن تاشفين (500هـ/1106م) أمير الملثمين (المرابطين) في المغرب، فأنجدهم سنة 479هـ بعد انتصاره في معركة الزلاقة، ثم استقل بحكم الأندلس التي تحولت إلى ولاية تابعة للمغرب في زمن المرابطين والموحدين.
    وبعد هزيمة الموحدين سنة 609هـ/1212م في موقعة العقاب Las Navas de Tolosa التي جرت مع الإسبان، استطاع الإفرنجة أن يستولوا على الحصون والمدائن ومنها قرطبة التي سقطت سنة 623هـ/1235م، بعد أن لبثت خمسمئة وعشرين سنة عاصمة الملك. وحصرت الدولة في مملكة غرناطة التي حكمها بنو نصر (بنو الأحمر)، وشيدوا فيها قصور الحمراء Al- Hambra، وحافظوا على السلطان العربي في الأندلس زهاء قرنين ونصف القرن (635-897هـ/1218-1492م). ثم اتحدت مملكتا قشتالة Castilla، وأرغون Aragon في مواجهة بني نصر، وسقطت غرناطة، وسلم أبو عبد الله الصغير مفاتيح الحمراء إلى المنتصرين.
    كان قوام المجتمع الأندلسي في بداية الأمر من الفاتحين العرب والبربر، وقد وحدت بينهم راية الحرب، والدعوة إلى الجهاد.
    ودخل قسم كبير من أهل البلاد في الإسلام، وتمتع باقي السكان من النصارى واليهود بحياة مطمئنة، ومارسوا شعائرهم الدينية بكل حرية.
    وكان للأندلسيين عناية خاصة باللغة وعلومها وآدابها، إضافة إلى الفقه وعلوم الشريعة، وقد استقدم الخلفاء العلماء من المشرق لينقلوا معهم كنوزهم الأدبية فيتأدب بها الكثيرون. وكان للفقهاء في الأندلس سلطان عظيم لدى الدولة، ولدى عامة الناس.
    واحتلت المرأة في الأندلس منزلة عظيمة، ونالت حظاً وافراً من التعليم، ونبغت في العلوم والآداب والفنون كثيرات: قيل إن مئة وسبعين امرأة بضاحية قرطبة الشرقية كن يعملن يومياً في نقل نسخ من القرآن الكريم بالخط الكوفي، وإن «إشراق العروضية» (القرن الخامس الهجري) كانت تحفظ «الكامل» للمبرد، و«النوادر» للقالي، وكان يعهد إلى النساء بتربية أبناء الأمراء والأغنياء وتأديبهم، فابن حزم تلقى ثقافته الأولى على يد نساء قصر أبيه، وهن علمنه القرآن، وروينه الأحاديث الشريفة، ودربنه على الخط.
    وكانت الشواعر ملمحاً بارزاً من ملامح الشعر الأندلسي لوفرتهن ونبوغهن، وقد ارتبط سحر شعر النساء باسم ولادة (ت484هـ) بنت الخليفة المستكفي (ت 416هـ) فقد غشي منتداها فرسان النظم والنثر، ومنهم ابن زيدون (ت463هـ) الذي نعم بوصلها، وشقي بهجرها، فقال فيها أجمل الغزل وأرقه.



الأدب العربي في الأندلس
الشعر
    فنون الشعر الأندلسي: نظم الأندلسيون الشعر في الأغراض التقليدية كالغزل والمجون والزهد والتصوف والمدح والهجاء والرثاء، وقد طوروا موضوع الرثاء فأوجدوا «رثاء المدن والممالك الزائلة» وتأثروا بأحداث العصر السياسية فنظموا «شعر الاستغاثة»، وتوسعوا في وصف البيئة الأندلسية، واستحدثوا فن الموشحات والأزجال.
    وكان الغزل من أبرز الفنون التقليدية، يستهل به الشعراء قصائدهم، أو يأتون به مستقلاً،وبحكم الجوار أولاً، ولكثرة السبايا ثانياً، شاع التغزل بالنصرانيات، وكثر ذكر الصلبان والرهبان والنساك. كذلك شاع التشبيب بالشعر الأشقر بدلاً من الشعر الفاحم، وكما أن الشعراء جعلوا المرأة صورة من محاسن الطبيعة. قال المقَّري: «إنهم إذا تغزلوا صاغوا من الورد خدوداً، ومن النرجس عيوناً، ومن الآس أصداغاً، ومن السفرجل نهوداً، ومن قصب السكر قدوداً، ومن قلوب اللوز وسرر التفاح مباسم، ومن ابنة العنب رضاباً».
    ولم يظهر المجون الذي يخلط فيه الجد بالهزل في عهد الدولة الأموية في الأندلس لانشغال الناس بالفتوح، من جهة، ولأن الوازع الديني كان قوياً في النفوس، من جهة ثانية. لكن، منذ عصر ملوك الطوائف حتى نهاية حكم العرب في الأندلس، اتخذ بعضهم المجون مادة شعرهم، وأفرطوا فيه إلى حد الاستهتار بالفرائض، مع أنه ظهر في القرن الخامس الهجري في ظل دول الطوائف عدد غير قليل من الشعراء الذين نظموا في الزهد، كأبي إسحق الإلبيري (ت460هـ)، وعلي بن إسماعيل القرشي الملقب بالطليطل، والذي كان أهل زمانه (المئة السادسة) يشبهونه بأبي العتاهية.
    ولئن كان الزهد دعوة إلى الانصراف عن ترف الحياة، فإن التصوف شظف وخشونة وانعزال عن الخلق في الخلوة إلى العبادة. ويتخذ الشعر الصوفي الرمز أداة للتعبير عن مضمونه وحقائقه. ومن متصوفة الأندلس ابن عربي (ت638هـ) وقد لقب «بمحيي الدين» و«بالشيخ الأكبر» وابن سبعين (ت669هـ) وكان يلقب «بقطب الدين».
    وفي المدح حافظ الشعراء على الأسلوب القديم، فاعتنوا بالاستهلال وحسن التخلص، وربما بدؤوا قصائدهم بوصف الخمر أو الطبيعة، أو بلوم الزوجة زوجها لسفره للقاء الممدوح كما في شعر ابن درَّاج القسطلي (ت421هـ)، وهم لم يغرقوا في استعمال الغريب ما عدا ابن هانئ (ت362هـ) الذي حاول تقليد المتنبي.
    ولم يختلف رثاء الأندلسيين عن رثاء المشارقة، فكانوا يتفجعون على الميت، ويعظمون المصيبة، وكثيراً ما كانوا يبدؤون بالحكمة صنيع ابن عبد ربه (ت328م).


فنون الشعر الأندلسي المتطورة
    الشعر التعليمي: ويراد به الأراجيز والمنظومات التاريخية والعلمية، وهو لا يلتقي مع الشعر الفني الذي يغلب عليه عنصرا الخيال والعاطفة إلا في صفة النظم، ويستقل في الرجز كل شطر بقافية. من الأراجيز التاريخية أرجوزة يحيى ابن حكم الغزال (ت250هـ) شاعر عبد الرحمن الثاني (الأوسط) وهي في فتح الأندلس، وأرجوزة تمام بن عامر بن علقمة (ت283هـ) في فتح الأندلس وتسمية ولاتها والخلفاء فيها ووصف حروبها، وأرجوزة ابن عبد ربه في مغازي عبد الرحمن الثالث، وأرجوزة أبي طالب عبد الجبّار (القرن الخامس الهجري) وكان مواطنوه يلقبونه بالمتنبي وقد قصر شعره على الوصف والحرب والتاريخ، وأرجوزة لسان الدين بن الخطيب (ت776هـ) «رقم الحلل في نظم الدول» وهو تاريخ شعري للدولة الإسلامية في المشرق والأندلس. ويلي كل قصيدة شرحها.
    ومن الأراجيز العلمية أرجوزة ابن عبد ربه في (العروض) وأرجوزة الشاطبي، القاسم بن فيّرة (ت590هـ) في القراءات وعنوانها «حرز الأماني». وألفية ابن مالك (ت بدمشق سنة 672هـ) في النحو، وأرجوزة لسان الدين بن الخطيب المسماة «المعتمدة» في الأغذية المفردة، وأرجوزة أبي بكر محمد بن عاصم (829 هـ) في القضاء وعنوانها «تحفة الحكام في نكت العقود والأحكام»، وتذكر في نطاق الشعر التعليمي منظومة حازم القرطاجني (ت684هـ) وهي منظومة ميمية في النحو عدد أبياتها سبعة عشر ومئتان، وبديعية ابن جابر الضرير (ت780هـ) التي نظمها في مدح الرسول الأعظم e، وضمنها نحو ستين فناً بديعياً، وسماها «الحلة السيرا في مدح خير الورى».
    وصف الطبيعة: ألهبت طبيعة الأندلس الجميلة قرائح الشعراء، فرسموا لوحات شعرية متنوعة أودعوها أخيلتهم وعواطفهم.
    رأى عبد الرحمن الداخل نخلة بالرصافة (شمالي قرطبة)، فلم يصفها في طولها ولا في التفافها ولا في ثمرها، وإنما عقد بينه وبينها شبهاً في النوى والبعد عن الأهل. ووصف ابن عبد ربه الطبيعة بمعناها العام المتمثل في الرياض وأزهارها فخلع على صياغته من نفسه ومهارته ما جعلها مصورة البيئة الأندلسية أدق تصوير وأحلاه. وقد ردد ابن حمديس (ت527هـ) أصوات القدماء في الطبيعة كما ردد أصوات المحدثين، ووصف الخيل والإبل والغيث والبرق، وأقحم عبارات امرئ القيس، ثم حاكى أبا نواس في الدعوة إلى نبذ الوقوف على الأطلال، ودعا إلى الشراب، وكثيراً ما وصف ترحاله وتغربه عن صقلية التي أبعد عنها وهو حدث (471هـ) لما غزاها النورمان.
    تغنى الشعراء الأندلسيون بجمال الطبيعة الأندلسية، فابن سفر المريني يتعلق بالأندلس فيراها روضة الدنيا وما سواها صحراء، وابن خفاجة الذي لقب «بالجنّان» و«بصنوبري الأندلس» يشبهها بالجنة فهو يقول:
يــا أهــل أندلـــس لله دركـــم
   
مــاء وظل وأنهار وأشــــجار
مـا جنة الخلد إلا في دياركـم

ولـــو تخيرت هذي كنت أختا
    ووصف شعراء الأندلس أقاليم الأندلس وربوعها وصفاً دقيقاً، فحمدة بنت زياد (من شواعر القرن الخامس الهجري) تصف وادي آش Guadix القريب من غرناطة فترسم أكثر من صورة متحركة.
    وبدافع من التطور الحضاري أدخل الأندلسيون إلى قصورهم المنيعة الماء ليملأ البرك في باحتها، ولينتشر من أفواه التماثيل كما في وصف ابن حمديس بركة في قصر المتوكل بن أعلى الناس بإفريقية.
    أما وصف مجالس الأنس فقد بدأ ظاهرة اجتماعية في أخريات الدولة الأموية في الأندلس،ثم أخذت المجالس بالانتشار والشيوع ويغلب على هذا الشعر الارتجال، وفيه وصف للساقي والخمر.
    كذلك رأى الشعراء الأندلسيون في المرأة صورة من محاسن الطبيعة، وقد ألح ابن زيدون في ديوانه على ثنائية ولادة والطبيعة.
    وفي بعض أشعارهم ميل إلى النزعة القصصية، ومن ذلك قول جعفر بن عثمان المصحفي (ت372هـ) في سفرجلة تتبع وصفها مذ كانت تختال على شجرتها إلى أن ذبلت في كف الشاعر.
    ويغلب على الوصف في الشعر الأندلسي التشبيهات والاستعارات ويمثل لها بشعر ابن سهل (ت649هـ)، فقد صور الشاعر الطبيعة فأحسن المزج بين الألوان، وجمع بين الحس المرهف، والملاحظة الدقيقة.
    رثاء الممالك الزائلة: وهو تجربة إنسانية قل نظيرها في الأدب العربي لما اتصف به من حدة وحماسة، وجرأة في نقد المجتمع، ودعوة لاسترجاع ما ذهب.
    لقد رثى المشارقة المدن التي استبيح حماها، كما صنع ابن الرومي حين رثى مدينة البصرة عندما أغار عليها الزنج سنة 255هـ، لكن هذا اللون لم يظهر في الأدب المشرقي كما ظهر في الأدب الأندلسي فناً قائماً بذاته يسير في ثلاثة اتجاهات: الأول هو رثاء المدن التي كانت عامرة فخربت أو ضاعت، ويمثل لـه بشعر أبي إسحق الألبيري يصف إلبيرة Elvira وما أصابها من دمار وخراب. أما الثاني فرثاء الدويلات التي زالت في أثناء الحكم العربي في الأندلس وفيه يعدد الشعراء ما حل بأرباب نعمتهم من أسر أو قتل أو تشريد كما في رثاء ابن اللبانة (ت507هـ) دولة بني عباد، ورثاء ابن عبدون (ت527هـ) دولة بني الأفطس في قصيدته الرائية «البسّامة» وأما الاتجاه الثالث فهو الشعر الذي نظمه أصحابه في رثاء المدن الضائعة مما سقط في يد العدو كما في قصيدة أبي البقاء الرندي (ت684هـ) التي تتوزعها ثلاث فكر هي الاعتبار بزوال الدول، وتصوير سقوط المدن، ثم دعوة المسلمين إلى الجهاد.
    شعر الاستغاثة: ويقوم على استنهاض عزائم ملوك المغرب والمسلمين لنجدة إخوانهم في الأندلس أو التصدي للاجتياح الإسباني.
    وقد أورد المقّري في نفح الطيب قصيدة ابن الأبَّار (ت658هـ) التي استغاث فيها بسلطان تونس أبي زكريا الحفصي سنة 636هـ ومطلعها:
أدرك بخيلك خيــل الله أندلســـا
   
إن الســبيل إلى منجاتها درســا
  فاستوعبت معظم الاتجاهات والمعاني التي أتى بها شعراء الاستغاثة.
الموشحات والأزجال
    أحدث الأندلسيون فناً جديداً يتجاوب مع البيئة التي شاع فيها الغزل والشراب والغناء وهو الموشح الذي يعتمده أكثر من وزن وأكثر من قافية، فيعمد الوشاح فيه إلى ضرب من التنويع والافتنان العروضي.
    نشأ هذا الفن في القرن الثالث الهجري على يد رجلين من قرية قبرة cabra بالأندلس هما: محمد بن حمود الضرير، ومقدم بن معافى، كما قال ابن بسام وابن خلدون. وإن كان بعض الدارسين، ومنهم المستشرقان الإسبانيان خوليان ريبيرا Ribera وغارثيا غومث Garcia Gomez، يرون أن الموشح تقليد لشعر رومانسي كان الإسبان يتغنون به، وقد أبقوا منه الخرجة الأعجمية، فالموشح يتألف من مطلع ومجموعة أدوار وخرجة، فالمطلع هو القفل الأول، أما الدور فيتألف من مجموع القفل والغصن. ويأتي القفل على سمط أو اثنين أو أكثر، وكذلك الغصن، أما الخرجة فهي القفل الأخير من الموشحة.
    نظم الموشح في الأغراض المختلفة، وظهرت أسماء لامعة لوشاحين كان أغلبهم شعراء من أمثال أبي بكر عبادة بن ماء السماء (ت422هـ)، وعبادة القزاز (ت484هـ)، وابن اللبانة (ت507هـ)، والأعمى التُّطيلي (ت520هـ)، وابن بقي (ت540هـ)، وابن زهر الحفيد (ت595هـ)، وابن سهل الإشبيلي (ت659هـ)، وأبي الحسن الششتري (ت668هـ)، وأبي حيان الغرناطي (ت745هـ)، ولسان الدين بن الخطيب (ت776هـ)، وابن زمرك (ت797هـ)، وابن عاصم الغرناطي.
    ولما شاع فن التوشيح في أهل الأندلس، نسجت العامة على منواله بلغة غير معربة قريبة إلى اللغة التي يتكلم بها الناس في مخاطباتهم اليومية ما سموه بالزجل.
    وقد مرت الأزجال بأدوار متلاحقة أولها دور الأغنية الشعبية، ثم دور القصيدة الزجلية، واتسعت الأزجال لأغراض كثيرة كالمديح والغزل والتصوف والوصف.
    ومن أشهر الزجالين ابن قزمان (554هـ)، وله ديوان أزجال كبير ويخلف بن راشد، وكان إمام الزجل قبل ابن قزمان، ومدغلّيس (أحمد ابن الحاج) الذي كان شاعراً وشاحاً، والششتري وقد برع في القصيدة والموشح، وهو أول من استخدم الزجل في التصوف كما استخدم محيي الدين بن عربي التوشيح فيه.
    خصائص الشعر الأندلسي: مر الشعر الأندلسي بأطوار ثلاثة: فكان منذ الفتح حتى أوائل القرن الخامس الهجري يمثل شعر التقليد لأدب المشرق، ولم يكن التقليد عجزاً عن الابتكار، وإنما لشعور الانتماء إلى الأصل كشعر ابن عبد ربه، وابن هانئ وابن شهيد، وابن دراج القسطلي.
    وفي القرن الخامس الهجري جمع الشعراء بين التجديد والأخذ بشيء من التقليد، ويمثل هذا التطور شعر ابن زيدون، وابن عمار،والمعتمد بن عباد، وابن الحداد، والأعمى التطيلي.
    أما في القرن السادس الهجري وما بعده، فقد صور الشعراء بيئتهم، وبرزت العوامل الأندلسية الذاتية كما في شعر ابن حمديس، وابن عبدون، وابن خفاجة، وابن سهل، وأبي البقاء الرندي، وابن خاتمة الأنصاري، ولسان الدين بن الخطيب، وابن زمرك، ويوسف الثالث ملك غرناطة، وابن فركون، وعبد الكريم القيسي البسطي.
    لقد أولع الأندلسيون بكل ما هو شرقي، وفي هذا يقول ابن بسام (ت542هـ): «إن أهل هذا الأفق - يعني الأندلس - أبوا إلا متابعة أهل المشرق، يرجعون إلى أخبارهم المعتادة رجوع الحديث إلى قتادة، حتى لو نعق بتلك الآفاق غراب، أو طن بأقصى الشام أو العراق ذباب. لجثوا على هذا صنماً، وتلوا ذلك كتاباً محكماً».
    وبسبب هذه المحاكاة للمشارقة في أساليبهم ومعانيهم قيل للرصافي ابن رومي الأندلس، ولابن دراج متنبي المغرب، ولابن هانئ متنبي الأندلس، ولابن زيدون بحتري المغرب والأندلس.
    وكانت ظاهرة الانتقاء من التراث من خصائص الأدب الأندلسي، فكانوا يضمنون قصائدهم أقوال السابقين وأشعارهم وأمثالهم وما صادف هوى في نفوسهم.
    كما لقي حب الجديد صدى مستحباً في نفوس الأندلسيين، فلم يتقيد أغلبهم بأساليب الأعراب ومعانيهم وأوصافهم، ولم تكن لغتهم محكمة كلغة المشارقة والأقدمين لبعد صقعهم عن البادية، ولوجود جيل لم يكن عربياً صرفاً، وقد نفروا من الألفاظ الوحشية إلى الألفاظ المأنوسة الرقيقة، وكانت القافية الواحدة، وأوزان العروض الستة عشر ومثلها أكثر المعاني والأساليب المتوارثة قوام الشعر التقليدي في الأندلس.

    النـقــــــد الأدبي :
تعريف النقد لغة واصطلاحا   :                       
     لغــــــــة :     تمييز الدراهم وغيرها. والكشف عن صحيحها و زائفها.
     اصطلاحا :    دراسة الأعمال الأدبية . والكشف عما  فيها من جوانب القوة أو الضعف
والجمال أو القبح ثم إصدار الأحكام النقدية المناسبة عليها .
ا الفرق بين  البلاغة والنقد:


v  البلاغة:
1- تركز البلاغة على  دراسة الكلمات  المفردة  والجملة , أو الجمل وتعني بالصياغة الفنية وسلامة      الجملة في ذاتها من العيوب ، ومطابقتها لمقتضى الحال .
2 – تتضمن البلاغة علوما جمالية يستفيد منها الأديب قبل إنشاء النص وتنتهي  مهمتها عند هذا الحد .
 3- موضوعات علم البلاغة ثلاثة هي : علم المعاني , علم البيان , علم البديع.

v   النقد :
 1 –  يتجه إلى دراسة النص الأدبي كله دراسة كاملة , مع الوقوف على المؤثرات العامة أو الخاصة
         فيه لذا فإن النقد أهم من البلاغة  ....
 2-  يتضمن أصولا وقواعد نقدية يستفيد منها الأديب قبل إنشاء النص الأدبي وبعد إنشائه   
      ويقوم بتحليله .
 3-  موضوعات النقد تجمع بين روح العلم وروح الفن .
 العلاقة بين المعنى اللغوي والاصطلاحي لكلمة (نقد)
       العلاقة هي : الكشف و التمييز بين الصحيح والخاطئ في كلٍ .

.وظائف النقد الأدبي إجمالا .  
        تنقسم إلى قسمين :
1- الوظيفة الفنية الجمالية  : وتختص بالنص الأدبي ذاته  ، شكلا ومضمونا حيث يقوم بتفسير النص والحكم  عليه .
   أ : مجــــــــال الشكل :هي لغة النص ,ومفرداته ,وأسلوبه , وصور ة الفنية .
   ب : مجال المضمون : هي أفكار النص وما فيها من الجدة والابتكار ومعانية الكلية
                                والجزئية ورؤية الأديب الخاصة وتمثّله للقيم والمبادئ.

 2- الوظيفة العملية : وتتجلى هذه الوظيفة في خدمة كل من الأديب , والقارئ , والحياة الأدبية .
       أ : الأديب :  يقوم بدراسة أدبه وتصحيح مساره الأدبي ,ورعاية الموهبة  الأدبية وتنميتها .
      ب : القارئ :  يفيد القارئ بتيسير  فهمه  للنص , وتقريبه له ويساعد على حسن الاختيار .
      ج  : الحياة الأدبية :  يمسك بدفة الحياة الأدبية ,ويسهم في رقيها ,وارتفاع مستوى الإبداع .

تاريخ النقد الأدبي القديم  :

مر النقد العربي القديم بمرحلتين متميزتين . اذكر خصائص كل مرحلة , مع نموذج  يصور طبيعة  النقد فيها .
المرحلة الأولى : وتمتاز بأن النقد الأدبي لم يخص بكتب نقدية وإنما ظلت مباحثه وقضاياه  متفرقة   في كتب الأدب والأخبار ,وكانت مجالس  الخلفاء والأمراء والعلماء هي البيئة التي نما فيها النقد وازدهر .
النموذج: قول ليلى الأخيلية تمدح الحجاج وتقول :
إذا نزل الحجاج أرضا مريضة           #  تتبع أقصى داءها فشفاها    
شفاها من الداء العضال الذي بها        #  غلام إذا هــّز القناة ثناها
فأُخذ عليها قول "غلام" ويُرى  أنها لو قالت : "همام " لكان أبلغ ,لما في كلمة "غلام" من إيحاء بالجهل  والطيش , وقلة الخبرة والتجربة في الحياة .
     المرحلة الثانية :  النقد الأدبي في مرحلة الازدهار  وفيه ظهرت مؤلفات نقدية متخصصة كونت المكتبة النقدية في تراثنا العربي ، ومن أشهر تلك الكتب : عيار الشعر ، والموازنة بين الطائيين ، وغيرها الكثير . وقد تناولت تلك الكتب عدداً من قضايا النقد الأدبي ، ومن أبرز تلك القضايا :
(((  قضية اللفظ والمعنى ،  قضية وحدة القصيدة ،  قضية السرقات الشعرية )))

   
-النقد الأدبي في العصر الحديث:

: قارن بين النقد الأدبي القديم والحديث.
         النقد الأدبي القديم.
          بدايته متواضعة ثم نما وازدهر ، وبعد ظهور الإسلام أدى إلى إضافة معايير جديدة .
         النقد الأدبي الحديث.
       امتاز بسعة  مجال تعدد قضاياه وتنوعها.
أبرز الاتجاهات النقدية.
        1- الاتجاه الفني  2- الاتجاه التاريخي (الاجتماعي)  3- الاتجاه النفسي  4- الاتجاه التكاملي
                         

مقاييس نقــــــد الشّــــعــــــــــر

        يقوم الأدب والشعر على عناصر مهمة هي: المعنى – العاطفة – الخيال – الأسلوب . وسوف ندرس كل  عنصر لنبين مقياسه النقدي الخاص به:-
أولاً: ـ مقاييس نقد المعنى: المعنى هو الفكرة التي تعبر عنها القصيدة
ومن أبرز مقاييس نقد المعنى :ـ
أ – مقياس الصحة والخطأ :لابد للشاعر أن يلتزم بالحقيقة سواءً كانت تاريخية أم لغوية  أم علمية لأن الخطأ الذي يقع الشاعر فيه يفسد شعره ويجعله غير مقبول .
ب - مقياس الجدة والابتكار :- إن المعاني الشعرية تكون لها مكانة نقدية متميزة حين   تتصف بالطرافة والابتكار وليس المقصود أن يقدم الشاعر معان جديدة لكن المطلوب أن يقدم المعنى بأسلوب يبدو فيه جديداً .
ج – مقياس العمق والسطحية :- المعنى العميق هو الذي تجده يذهب بك بعيداً في دلالة                 معنوية عالية و تنثال على نفسك خواطر ومعاني كثيرة يثيرها فيك ويستدعيها إلى ذهنك ويكون ذلك بسبب موهبة يتميز بها الشاعر بما يختص به من قدرة بلاغية وعقلية وثقافية عالية وتكون الأبيات عميقة إذا اعتمدت على الحكمة التي تمثل اختزال كبير من التجربة الإنسانية  وهناك السطحية :- أي أن المعنى تجده سهلاً جداً يعرفه أكثر الناس ولا مزيّة فيه .
ثانيا:- مقاييس نقد العاطفة : العاطفة:الحالة الوجدانية التي تدفع الإنسان إلى الميل للشيء أو الانصراف عنه و ما يتبع ذلك من حب أو كره وسرور أو حزن ورضى أو غضب.
     أهميتها: إنها تمثل نقطة البدء في العمل الأدبي0 أبرز مقاييسها:
1-  مقياس الصدق والكذب: وذلك بالبحث عن الدافع الذي دفع الشاعر إلى قول القصيدة فإن      كان دافعاً حقيقياً كانت عاطفة صادقة وإن كانت عاطفة كاذبة كان الدافع غير حقيقي .
2-  مقياس القوة أو الضعف :- إذا أثرت القصيدة في نفس قارئها وهزت وجدانه كانت       عاطفتها قوية أما إذا لم تترك أثراً كانت عاطفتها ضعيفة وقوة العاطفة ليست معناها أن تكون المعاني بطولية كبيرة بل أن قوة العاطفة لتبدو في موضوعات الذكرى والحزن والألم.
ثالثاً :- مقاييس نقد الخيال :- الخيال: - هو الملكة الفنية التي تصنع الصورة الأدبية وهو عنصر أصيل في الأدب كله وفي الشعر خاصة                  
أهم مقاييسه :-
أ – صحة الخيال : - إن المقياس لصحة الخيال مردود للذوق الأدبي وخاصة إذا كان  الحكم صادر من ناقد متمكن أو قارئ مرهف فليس كل خيال يمكن أن نسلكه في إعداد الصورة الأدبية إذ أن من الخيال ما يكون كحلم  النائم لا يستند إلى واقع.
ب – نوع الخيال :
1 - الصورة الخيالية البسيطة : هي التي تمثل مشهداً محدداً لموقف من المواقف أو    معنى من المعاني التي يريد الشاعر تصويرها .
3-      الصورة الخيالية المركبة : مجموعة مشاهد مركبة متعددة تضمها كلها صورة واحدة ، ونجد في هذا النوع من الصور مشهداً فيه  حركة وحيوية وألوان مختلفة.

    أهميته: حينما نرى كيف يبدع الشاعر في تصوير مشاهد مألوفة في حياتنا ، قد اعتدنا على  رؤيتها ،  لكنه يبث فيها الحياة والحركة ويتخيلها على نحو فيه إثارة وطرافة ....

رابعاً: مقاييس نقد الأسلوب : الأسلوب هو البناء اللغوي للشعر من حيث اختيار المفردات وصياغة تراكيب     وموسيقى الشعر .








أبرز مقـاييســـــه

أ - نقد المفردات : - ولا بد من مراعاة الأمور التالية : -
1- سلامة الكلمة من الغرابة: - إن فصاحة الكلمة شرط في فصاحة الكلام بعامة      وتتحقق فصاحتها بخلوها من العيوب التي تصيب الكلمة .
2- إيحاء الكلمة : لابد من حسن اختيار الكلمات لأن لها ظلالاً وتداعيات لذا يختار  الشاعر كلمات توحي بمعانٍ متعددة تكسب الشاعر آفاقاً رحبة .
3- دقة استعمال الكلمة : على الشاعر أن يجد البحث عن كلمات تناسب المقام وأن  تكون استعمالاته للمفردات متقن .
ب - نقد التراكيب : تدرس التراكيب في الشعر لمعرفة خصائصها ومميزاتها من حيث   الجزالة والشمولية .
1- الأسلوب الجزل : ما كان قوياً غير مستكره ولا ركيك ويحدده الناقد بأنه الأسلوب الذي تسمعه   العامة ويعرفونه لكنهم لا يستعملونه في أحاديثهم
       2- الأسلوب السهل : هو ما ارتفعت ألفاظه عن ألفاظ العامة وخلا من اللفظ الغريب الذي    يحتاج إلى بيان وتفسير
ج- نقد موسيقا الشعر : تعد موسيقا الشعر الخاصية البارزة والعلامة الفارقة بينه                                            
 وبين النثر وتتألف موسيقا الشعر من :
1- الوزن الشعري : ويراد به البحر الشعري الذي صيغت عليه القصيدة فالبحور ذوات التفعيلات الطويلة تصلح غالباً للموضوعات الحماسية أما البحور الخفيفة تصلح لغرض الغزل ونحوه .
2- القافيـــــــــــــة : وهي الركن الثاني من أركان النظم الشعري واختيار القافية  وإيقاعها وحرفها المميز يمثل مستوى إبداعياً.
3- الموسيقى الداخلية : وهي نغم خاص تمتاز به القصيدة بسبب اختيار الشاعر   للمفردات وترتيبها وفق نسق خاص ، وما يتبع ذلك من  حركات الإعراب ، والمدّ ، والإمالة ، والتفخيم ، وفنون البديع اللفظي المختلفة .


النثـــــر

النثر وأنواعه : للنثر الأدبي ألواناً متعددة منها : - الخطابة ، المقالة ، القصة ، المسرحية ، الوصايا ،    الرسائل ، المقامات ، المحاضرات العلمية ، السيرة الذاتية ، الخاطرة   
أولاً:   -  المقالة:  هي قطعة نثرية محدودة يعرض فيها كاتبها فكرة من الأفكار أو موضوعاً من  الموضوعات بأسلوب أدبي .
    أهميتها:- للمقالة مكانة متميزة في الحياة الأدبية وقد زادت أهميتها بانتشار الصحافة
   أ-  المقالة الأدبية : وهي التي تبدو فيها شخصية الكاتب بارزة  واضحة وغالباً ما تمثل تجربة خاصة أو موقفاً من المواقف المرتبطة بالكاتب .
  ب- المقالة الموضوعية : يتضح فيها الجانب الموضوعي فيما يتواري الجانب الذاتي وتتناول فكرة   من الأفكار العامة أو حقيقة من الحقائق العلمية التي يجعلها الكاتب مجالاً  للحديث عنها وتتنوع المقالة الموضوعية بتنوع موضوعاتها فهناك  المقالة الفلسفية والمقالة الأدبية والمقالة العلمية .  وليست هناك حدود   فاصلة بين نوعي المقالة ، فربما اجتمعتا في مقالة واحدة .

خصائص المقالة:
1-   الإيجاز : هو أمر عيني يختلف من شخص إلى أخر. وخاصية الإيجاز هو الذي دفع إلى انتشارها فهي تتضمن قدراً مناسباً من الأفكار مع أنها أخف  مؤونة من البحث العلمي أو الكتاب .
2-   سعة موضوعاتها : حيث يتسع صدرها لقبول كل موضوع ويستطيع قالبها الذي تصاغ به احتواء أي موضوع سواءً كان علمياً أم أدبياً .
3-   الطرافة والجدة : تمتاز بالطرافة والقدرة على جذب اهتمام القراء ولا يلزم أن يتحدث عن أمور مدهشة ولكن صياغة المقالة والعنوان الذي يختاره الكاتب لها.                 
ثانياً: المسرحية : هي قصة تمثيلية حوارية تعرض على المسرح بواسطة عدد من الممثلين  .

  أسس المسرحية :

1-   كثرة قيودها الفنية : مقيدة بالممثلين الذين لهم طاقة محدودة في التمثيل ومقيدة بطاقة الجماهير الذين لا يستطيعون الجلوس طويلاً للمشاهدة
2-   قوة عنصر الصراع في المسرحية: أي التضاد في المواقف والآراء إلى الدرجة التي تدفع   للحوادث قدماً في المسرحية .
3-   قلة الحوادث ووضوحها : أي إنها كلما كثرت أو كانت غامضة ضعف التواصل بينها وبين   المشاهد   الذي لا يستطيع إعادة مشهد سابق من مشاهد المسرحية .
4-   اعتمادها على القالب الحواري : لا تكون المسرحية إلا في قالب حواري فالحوار هو العمود  الفقري للمسرحية ونظراً لأهمية الحوار فإنه يشترط له ما يلي:-
     أ- أن يكون قادراً على إنماء الحوادث ودفعها للحركة:
    حيث أن المسرحية تقوم على الحوادث المتعددة للشخصيات ، فإذا كان الحوار ضعيفاً فإنه لا يدفع الحوادث للنمو ، وقد يدفعها للنمو ولكن ببطء شديد يدعو للملل.
    ب- أن يكون واقعياً: أي الواقعية الفنية التي تقوم على براعة التصوير وليست الواقعية الآلية
  التي  لا تزيد عن النقل المباشر الخالي من الفنية والإبداع .

أنواع المسرحية  :
 1- المأساة(التراجيديا):وهي مسرحية ذات موضوع جاد ولغة رفيعة ضخمة وجمهورها خاص متميز وتميل موضوعاتها إلى البطولات الواقعية أو الأسطورية وتتميز بالنهاية الفاجعة الحزينة .
 2- الملهاة : ( الكوميديا) : وهي مسرحية ذات موضوع واقعي ولغتها مبسطة قريبة  التناول وجمهورها هم عامة الناس موضوعاتها تميل إلى الأمور اليومية المعاشة وتهدف إلى الإضحاك والتسلية وتتميز بالنهاية السعيدة المفرحة.
ثالثاً: نقد القصة
القصة : هي حكاية نثرية تصور عدداً من الشخصيات والأحداث .
     أنواعهــــــــا  :
1-   القصة القصيرة : وهي التي تدور حول حادثة واحدة لشخصية واحدة أو عدة شخصيات ولا  يتسع المجال فيها لكثرة السرد أو تعدد الأحداث
       أهميتها: تتميز بصغر حجمها وسهولة قراءتها في وقت وجيز.
    البناء الفني للقصة القصيرة: أبرز ظاهرة تتجلى في بنائها الفني ظاهرة التركيز .
لابد من التزام القصة القصيرة بما يلي: -
أ - وحدة الانطباع : لابد من الخروج من القصة القصيرة بانطباع واحد من القبول أو الرفض.
ب- وحدة الحـــدث : لأنها تقوم على تصوير موقف محدد يتأثر به الكاتب ويعبر عنه
ج- وحدة الزمان والمكان : لأن تلك الحادثة التي عبرت عن القصة تكون في إطار زمن واحد ومكان واحد ولو تعددت الحوادث لتعددت تبعاً لذلك أزمنتها وأمكنتها .
د – البناء الفني الخاص : فبالرغم من صغره إلا أن لها بداية ووسطاً ونهاية ويمكن ملاحظة ذلك ومعرفة إجادة الكاتب أو إخفاقه في كل عنصر من العناصر السابقة .
هـ - الإيجــــــــــاز : هذا ما يميزها عن أسلوب القصة الذي يتجه إلى الإطالة.
2 – الرواية: وهي أطول أنواع القصص وتمتاز بأنها كثيرة الأحداث وتتعدد شخصياتها وإثارتها  لقضية كبرى أو عدد من القضايا من خلال الأحداث والأشخاص وتقوم على العناصر التالية : - الحوادث ، الشخصيات ، الحبكة الفنية ، الزمان والمكان ، الحوار . 

مقاييس نقد القصة
الحوادث
         هي الأفعال و المواقف التي تصدر من شخصيات القصة وهي عنصر مهم و أن القصة لابد أن تقوم على            حدث أو جملة أحداث .

أقسام الحوادث.
1-   حوادث رئيسة : و هي الحوادث الكبرى في القصة التي يكون كل منها منعطفا رئيسيا قي سير القصة وقد يكون حدثا  واحدا رئيســـــــــــا .
2-   حوادث ثانوية : و هي تلك الحوادث الصغيرة التي تمثل الحركات المتعددة لشخصيات القصة  مما يصدر من جزئيات الحيـــــــــــــــاة .

المصادر التي يستمد منها القاص حوادث قصته ووقائعها:
1-   الواقع : إذا كان مصدر الأحداث هو الواقع فيجب أن يرعى الكاتب مناسبة قصته للجو الواقعي  وواقعية الأحداث في القصة ليس معناه أن تكون القصة قد حدثت فعلا و المهم أن تكون ممكنة الحــــــدوث .
2-   التاريخ : لأبد أن يستفيد الروائي من التحقيقات التاريخية للمؤرخين وعلية الالتزام بها ليضمن الصدق لقصتــــــــــــــــــــه .
3-   الخيال : أن تكون حوادث القصة خيالية مثل قصص الحيوانات أو قصص الخيال العلمي و سبب الاهتمام بها لما فيها من الجاذبية و الطرافة .

طرق عرض الحوادث:
1-   أسلوب ضمير المتكلم : تجعل بطل القصة يحدث القاري عن نفسه و أعماله التي يقوم بها ومن الروايات السعودية التي اعتمدت هذا الأسلوب رواية (السنيورة)   للدكتور عصام خوقير و رواية (اليد السفلى) لمحمد عبده يمانــي .
2-   أسلوب ضمير الغائب : وهذا الأسلوب يقوم على السرد فخيوط الأحداث تتجمع في يد الكاتب  وهو يختار الموقع الحيوي الذي يراه مؤثراً في حركه أحداث القصة  كما أنة غير ملزم برؤية محدودة لشخصية من الشخصيات و من   القصص السعودية رواية( فلتشرق من جديد) لطاهر عوض.

 

فائدة الحوادث الثانوية:
1-   لقاء أشخاص القصة فيما بينهم .
2-   ارتفاع درجة الصراع في القصة .
3-    إبراز جانب معين من جوانب القصة. 
4-    تفسير وتحليل أحداث رئيسة معينة .                         
مميزات طريقة عرض الحوادث بأسلوب ضمير الغائب:
1.    خيوط الأحداث تتجمع في يد الكاتب .
2.    يختار الموقع الذي يراه مؤثر في حركة أحداث القصة .
3.       أنة غير ملزم برؤية محدودة لشخصية معينة .
                               
الشخصيات
الشخصيات .
      هي التي تقوم بأحداث القصة و مواقفها المتعددة .

أقسام الشخصيات القصصية :.
1-      شخصيات رئيسية : وهي تلك الشخصيات التي تقوم بأكثر حوادث القصة وتظل في مسرح الأحداث أطول وقت ممكن وهي التي تركز عليها الكاتب ويسهل كشف مواقفها وتحليل مشاعرها وتكون طبيعة هذه  الشخصيات مركبة .

2-      شخصيات ثانوية : وهي التي تقوم بالأحداث الصغرى ويكون الغرض من وجودها اكتمال الصورة العامة .

أغراض الشخصيات الثانوية:    
1-      اكتمال الصورة العامة .
2-      دفع الشخصيات الرئيسية إلي مواقف معينة .
3-      تجلية جوانب مهمة في حياتها .
4-      الكشف عن سماتها وخصائصها .
5-      الإسهام في تطوير الأحداث ودفعها إلى الأمام .

  ما مميزات الشخصيات الثانوية: 
1-   تتصف بالسهولة .
2-   أن طابع الصدق  وعدم التكلف والافتعال فيها واضح تماما.
ا أنواع  الشخصيات بحسب النمو أو الجمود: 
1-   الشخصيات النامية (المتطورة) : وهي تلك التي نراها في مواقف متعددة وهي تنتقل  من حالة إلى حالة ومن موقف إلى أخر تبعاً لإيقاع حركة الأحداث في الحياة  وأوضح مظاهر التحول ما يرتبط بعمر الإنسان  فقد نشهد تحول القصة من الصغر إلى الكبر ومن الشباب إلي الهرم .
2-   الشخصيات الثابتة (الشخصية النمطية أو الجاهزة) : هي شخصيات ثانوية تؤدي وظيفتها في إضاءة جانب أو أكثر من جوانب الشخصيات الأخرى .
أمثلة للشخصيات الثابتة:
           الأمثلة شخصية الطبيب أو السائق .  إذا قامت القصة أساسا على تصوير حياة الشرطي أو الطبيب فإن هذه تصبح شخصيات  رئيسية نامية وليست ثانوية ثابتة .
       
طرق تصوير الشخصيات :

         1- -طريقة الإخبار .

         2- -طريقة الكشف.
طريقة الإخبار:
       هو الأسلوب المباشر الذي يعتمده القاص ليصور الشخصية بوساطته ، فيذكر أن هذه الشخصية غنية أو فقيرة كما يصف لنا هيئتها ولون بشرتها ، وكانت القصص الأوروبية القديمة وأوائل الروايات العربية تسهب في رسم الشخصية بهذه الطريقة .
ا  يجابيات أو مزايا هذه الطريقة:                           
1-    سرعة تقديم الشخصية للقارئ .
2-    تساعد على تعريف القارئ عليها و فهمه لها .
3-    حسن التوقع لما يصدر عنها من تصرفات .

طريقة الكشف:            
        هو الأسلوب غير المباشر الذي يجعل الأحداث هي التي تصوّر الشخصية و ذلك عن طريق تصوير الأفعال التي تصدر عنها سواء صدرت تلك الأفعال بقصد أو بغير قصد وقد يكون ذلك عن طريق الحوار بين الشخصيات  وقد يبدو هذا الأمر سهل المنال ولكن الواقع أن صعوبة هذا الأسلوب تبرز حين يجد الكاتب نفسه غير قادر على إضاعة وقت طويل في رسم الشخصية على حساب عناصر القصة الأخرى .

حسنات طريقة الكشف في تصوير الشخصيات:  
         إن هذا الأسلوب يكشف للقارئ بالتدرج كل ما يهمه من أمر الشخصية القصصية بكل تعقيداتها وحيويتها وأصالتها كما أن القارئ يستمتع بلذة الاكتشاف و الاستنتاج الشخصي

الحبكة القصصية

س :  يرى بعض النقاد أن الحبكة الفنية في القصة ما هي إلا ترتيب حوادثها وفق أسلوب  معين ، ناقش هذا الرأي .
         بما أن القصة مكونة من حوادث فإن ترتيب هذه الحوادث ترتيباً معيناً بتقديم بعضها على  بعض والوقوف الطويل عند حدث منها والمرور السريع على حدث آخر كل ذلك هو ما يدخل تحت اسم مصطلح الحبكة القصصية .

 

  ما أقسام الحبكة:
1-  ( الحبكة المتماسكة)  : وهي الحبكة التي تتصل أحداثها اتصالاً وثيقاً بحيث يكون كل فصل نتيجة الفصل السابق وتبدوالحبكة متماسكة في القصة البطولية الفردية ومن بين أنواع القصة التي تبرز فيها الحبكة المتماسكة القصة البوليسية كقصص (أجاثا كريستي).

2- ( الحبكة المفككة) : وهي التي نرى فيها جملة أحداث تتصل بعدد من الشخصيات لكنها  ترتبط فيما بينها برابط معين كعنصر المكان أو الشخصية الرئيسية   في القصة أو حدث رئيسي وليس هذا الوصف ذماً لهذه الحبكة بل هذا الوصف في مقابل وصفنا الحبكة السابقة .

عيوب كلاً من الحبكة المتماسكة و المفككة:
(الحبكة المتماسكة ):
انها تؤدي إلى الافتعال و التكلف .
تقل فيها عناصر الإثارة  وحوافز التغيير .
تصبح الحبكة عملاً آليا يدفع إلى الملل والفتور .
(الحبكة المفككة ) :
1- أنها تسبب التشتيت .        2- عدم قدرة القاص على إجادة الرابط بين أحداث متنوعة .

أقسام الحبكة من حيث الشكل والبناء:
1- الحبكة المتوازية : هي أكثر الانواع شيوعاً في الفن القصصي وقد حاولت القصة الحديثة في بعض نتاجها أن تعرض عن هذا النوع من الحبكة لكن النتاج القصصي ظل ينظر بعين التقدير لهذه الحبكة الفنية ، ويعود إليها كلما ابتعد عنها ، والحبكة المتوازية هي تلك الشبيهة بالبناء الهرمي وهو يمثل تماماً (هرم فرايتاج ) المسرحي .

2- الحبكة شكل الحلقات : يقوم على وجود عدد من المشكلات التي تعترض طريق الشخصيةالرئيسية ويتغلب عليها واحدة بعد أخرى كلما اجتاز مشكلة كانت امامة أخرى ، وقد يبني القاص قصتةعلى هذه الحبكة وهو يعدها لكي يمثل في حلقات إذاعية أو تلفزيونية .
3- البدء من نهاية القصة : ثم الرجوع إلى الخلف حيث تنكشف الأحداث عن الوقائع الأخرى والشخصيات المرتبطة بها وقد ابتدأ هذا النوع من الحبكة في  السينما ثم انتقل إلى الرواية .
  
عناصر الحبكة وفصّــل القول في كل واحد منها .
البداية: هي مرحلة المواجهة الأولى مع القارئ فلا بد أن تتضمن ما يشجعه على قراءة القصة ؛ لأن البداية الضعيفة للقصة ستكون سببا ً في انصراف القاريء عنها وعدم قراءتها .
الصراع (التدافع): وهو الذي يولد حركة الأحداث في القصة والمقصود به وجود ما يسبب بناء الأحداث القصصية، فقد يكون الصراع داخليا ً في نفس إحدى الشخصيات، مما يثير مشاعر متعددة، كالطموح أو الخوف أو الطمع أو البطولة وربما الجريمة.
العقدة: وهى المشكلة الرئيسة في القصة، وتنشأ بفعل الأحداث الصاعدة حيث تتأزم الأمور ويتحول  موقف البطل إلى حالة من الضعف أو الخوف.
الحل: هو الحدث الذي يكون سبباً فيحل العقدة جزئياً أو كلياً، ولابد أن يكون الحل مقنعاً متناسباً مع  سياق القصة. مثل تحول رجل بخيل إلى كريم، أمر غير مقبول لدى القاريء إلا بسبب مقنع.
النهاية: وهى آخر شيء في القصة، وقد تتضمن النهاية عنصر الحل الذي أشرنا إليه، وكما على  الروائي أن يجيد بداية القصة، فإن عليه أيضاً أن يحسن صياغة النهاية المثيرة ليجعل القاريء  معجباً بها ومتأثراً بصياغتها، وقد تكون الكلمات الأخيرة ذات صدى في سمع القارئ لا يكاد ينساه. مثل عنصر النهاية للكاتب الأمريكي( أرنست همنغواي ).
           





(1) تاريخ الأدب العربى  "العصر الجاهلى" د. شوقى ضيف :38-39.
(2) المصدر نفسه.
(1) الأدب في موكب الحضارة الإسلامية د. مصطفى الشكعة:14.
(2) تاريخ الأدب العربى لمحمد سعيد الدفتردار وأحمد حسن كحيل :1 /13-14-15.
(3) المصدر نفسه :18.
(1) شرح القصائد السبع الطوال لابن الأنباري وشرح المعلقات السبع للزوزني.